وأخيراً اتخذ خالد الفيصل القرار الصواب في شأن اللغة العربية، بأن لا يتحدث المعلمون، والمعلمات في الفصول الدراسية بغير العربية.. على مستوى العملية التعليمية بتفاصيلها.. في هذه الخطوة إعادة المركبة للاتجاه الصحيح.. غير أن المركبة لابد أن تزود بمؤونة الإبحار، وحاجات الطريق الطويل في بحر العربية.. بكل تأكيد فإن «جميع» المعلمين، والمعلمات لا يتقنون العربية ولو في أيسر استخدامها لأنهم لم يتعودوا توظيفها على ألسنتهم، لذا ينطقونها بلكنة اللهجة، ويستبدلون الذال بالزاي، والثاء بالسين، والضاد بالظاء, والعكس.. بل غالبيتهم لا يعرفون مواقع استخدام هذه الحروف في الكلمة.. لذا فالقرار ليكون فاعلاً عند التنفيذ ينبغي أن تقام دورات تدريب لجميع المعلمين، والمعلمات في اللغة العربية، ويشترط عليهم جميعهم العمل الذاتي على تطوير مهارات توظيف العربية على ألسنتهم، وإقامة مسابقات، وسن قانون التقويم الدوري، وكل الإجراءات التي تمكِّن هذه الهيئة المسؤولة من دورها المؤثر في طلابهم ليقتدوا اهتماماً بها, وحرصاً عليها... إن حب العربية قيمة عالية، وبرهان ساطع, وحجة داحضة..! يبدو أن في هذا القرار تحريكَ مكعبِ العربية المتجمد فوق خريطة المؤسسة التعليمية, والتربوية.. يضاف إلى هذا تدقيق جميع ما تعده، وتؤديه جماعة التعليم، والدارسين بصفة مستمرة, ودائمة.. العربية تستحق عزم ذوي الموقف، وذوي القرار.. ومن لا بد أن يدركوا أهميتها، ومسؤوليتهم تجاه توظيفها.. نتمنى ألا تتقاعس جميع فئات التعليم عن مواكبة هذا القرار، في كل ما ينطق فيكون بها سليمة, صحيحة، مستقيمة على الألسن, وخالية من العيوب, والخدش، والخطأ، والزلل كتابة.. العربية حين تسود فإنها ركن ثقة، ودعامة انتماء، وجواز سفر لكل جميل في الحس, والفكر، والواقع. شكراً خالد الفيصل من العربية, من أصحابها.., من كل المؤمنين بأهمية الإبحار بها نحو الاتجاهات كلها, والتفاصيل بدقتها فيما نقول ونعلم ونقرأ ونكتب ونتحادث ونتراسل، عند الصوت المرتفع والمقروء لما نريد نقله أو اكتسابه.. أو التعبير عنه.. بلسان يحسن توظيفها بلا توحيش، ولا غلظة، ولا تكلف. فهي عذبة تجري على الألسنة بلا حواجز حين تصطحب، فتحلو رفقتها.