أقلق من أمور يقال لي دائماً أنها ليست من شأني وأن لها من يهتم بها. كُنت أقلق من تلك المعوقات الإدارية التي تقف في طريق وصول أصحاب الموهبة لأماكنهم الصحيحة. أقلق حول تلك الطالبة التي لا تجد ما يثيرها في الكتب المدرسية أو فيما يقال من المعلمات. أقلق حول الساحات التي تغلي في فصل الصيف و تغلي الطالبات معها. أقلق من هدر وقت الفتيات لعدم وجود ما يكتشف ويحتضن مواهبهن. أقلق من عدم الانتماء لمكان يستضيفنا كل يوم لساعات. أقلق عندما تصطدم معلمة بكلمة «لا توجد ميزانية تغطي ما تريدين إنجازه من إبداع». متأكدة أن هذا القلق الذي يسكنني يشاطرني فيه الكثيرون. وهذا ما جعلهم يقررون افتتاح أندية مسائية, فأصبح خروج الفتيات من بوتقة الروتين غير مقتصر على طبقة معينة. خرجت المدارس أخيرا من قيود الأفكار القديمة وأصبحت تتواصل مع كل أفراد الأسرة. تحول قلقي لطموحٍ لمزيد من التغيير. مر عام من التغيير الملحوظ يلمسه أي شخص عقلاني يعلم أن التغيير يكون تدرجاً فهو ليس فعل من أفعال السحر. وما كان لهذا العام أن ينتهي إلا بقرار غيّر توجه أفكاري من القلق إلى الحلم, إلى الطموح. فبالنهاية هناك من يقلق على مستقبل تعليمنا لأجيال كثيرة. فشكراً ملكنا ووالدنا, كنت وما زلت تسعى لازدهار مملكتنا. 80 مليارا ستغير مجرى التاريخ سيُستثمر جزء منها في موارد تضمن استمرار توفر التمويل لكل المشاريع الطموحة التي سيمتد تأثيرها لكل أسرة في وطننا. التعليم هو الطريقة الوحيدة ليتبوأ وطننا موقعة الذي يستحق. هنيئاً لكل من حمل هم الوطن . هنيئاً لكوننا جزءا من مُنظمة التعليم, مُنظمة التغيير، وهنيئاً لنا بخالد الفيصل الذي سيكتب التاريخ عنه: «رجلٌ غيّر مستقبل التعليم».