مساء الأحد الماضي كان للجمعية السعودية للفنون التشكيلية مساء مختلفاً ونقلة نوعية نحو مستقبلها فبعد احتفالها بالقرار الرسمي لإنشائها من وزارة الثقافة والإعلام استقبلت في هذه الليلة واحتفت برئيسها الفخري صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن محمد بن عبدالعزيز بعد موافقته الكريمة على رغبة الفنانين أن يكون لهم رئيساً فخرياً يسهم في تسهيل سبل دعمها ويأخذها إلى شواطئ آمنة كونها من الجمعيات المجتمعية التي تعتمد على تفاعل المجتمع ودعم القطاع الخاص مع ما يؤمل فيه من مصادر الدعم من ريع بيع اللوحات أو الإصدارات وهذا يتوقف على ثقافة المجتمع واهتمامه بالفنون كثروة وطنية ومصدر استثمار التي تفتقر لها الجمعية فكان للجمعية ومنسوبيها ما يؤملون فيه من أن يكون رئيسها الفخري يعي دور هذا الفن في بناء حضارة المجتمع واعتباره رافداً ثقافياً هاماً وموثقاً لواقع المجتمع وتطوره كما يشاهد من الاهتمام العالمي بهذا الفن وما يحظى به من متاحف ومنشآت، فكان نصيب الجمعية أن تأتي موافقة الأمير فيصل بن محمد بقبوله الرئاسة الفخرية عوداً إلى ما يعرفه الفنانون عن سموه من اهتمام بهذا الفن كممارس أبدع الكثير من اللوحات وثق فيها جمال الخيل والفروسية مع ما قدمه للساحة التشكيلية من مساهمات أبرزها مسابقة باحة الفنون التي ما زالت الأعلى في قيمة الجائزة حتى الآن. احتفاء وتفاعل وتفاؤل بدء الحفل بعد الترحيب بسمو الأمير فيصل بن محمد وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن فيصل بن محمد وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فيصل بن محمد وبالحضور المتميز من التشكيليين والتشكيليات قام سموه يشاركه رئيس الجمعية ومدير فرع الرياض والحضور بافتتاح معرض فرع الرياض الذي حمل عنوان (إبداع الرياض2) في خطوته الثانية شارك فيه من منسوبي الفرع ما يزيد عن المائة فنان وفنانة وساهم في الاحتفاء بهذه المناسبة أيضاً فرع الدمام بأعمال نخبة من أعضائه وكذلك فرع الدوادمي بمجموعة من الأسماء المعروفة من الفرع وعلى مستوى المملكة، بعد انتهاء الجولة واستماع سموه إلى شرح من الفنانين والفنانات المشاركين في المعرض، بدأ الحفل الخطابي حيث ألقى رئيس الجمعية محمد المنيف كلمة رحب فيها بالأمير فيصل ومن في معيته وأشار إلى تحولات وتطورات الفن التشكيلي منذ انطلاقة تعليمه في المدارس وافتتاح الملك سعود يرحمه الله لأول معرض التربية الفنية البيئة التي احتضنت وأنبتت الفنانين التشكيليين وأصبحت مصدر اكتشاف للمواهب التشكيلية إلى يومنا هذا الذي أصبحت فيه الفنون التشكيلية السعودية منافساً لمن سبقوهم على المستوى العالمي وما حظي به هذا الفن من اهتمام ودعم من الرئاسة العامة لرعاية الشباب ومن ثم وزارة الثقافة والإعلام، مشيرا إلى أن عمر الجمعية لا يتجاوز الخمس سنوات ومع ذلك حققت حضوراً محلياً وخليجياً متميزاً رغم قلة الموارد. بعد ذلك تم عرض فلم عن الرئيس الفخري الأمير فيصل بن محمد اشتمل على سيرته الذاتية وتعريف بمسابقة الباحة وخطواتها وما تحقق لها من نجاح توج في دورتها الثالثة برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد حينما كان أميراً للرياض عام 1428ه وافتتحه صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبد العزيز يرحمه الله. كلمة حملت مشاعل الأمل للجمعية بعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن محمد كلمة شكر فيها رئيس الجمعية وأعضاء الإدارة والفنانين على اختياره رئيساً فخرياً وأثنى على خطوات الجمعية وأشار في كلمته إلى اهتمامه بالجمعية واعتزامه الوقوف مع الفنانين منسوبي الجمعية لدفعها نحو التألق وتحقيق أهدافها وذلك بالتخطيط السليم والبحث عن سبل الدعم وقال سموه يسعدني العمل معكم من أجل مستقبل مشرف لهذه الجمعية ومنسوبيها، وهذه مسؤولية ليست سهلة لكننا بالتكاتف سنحقق الكثير، وختم كلمته بما أشار إليه واشتمل عليه العرض من أن علينا نشر الفن التشكيلي السعودي إلى أعلى ما يستحق. كما أثنى على ما شاهده من إبداعات تستحق الإعجاب والتقدير وقال إنها كنوز إبداعية لا تستغرب من أبناء الوطن. من جانبهم عبر العديد من الفنانين الحضور عن هذا الحدث الهام في مسيرة الجمعية وتاريخها ومستقبلها مشيدين بما عرف عن الأمير فيصل من اهتمام بالفنون التشكيلية مجمعين على أن رئاسة الأمير فيصل بن محمد الفخرية للجمعية مكسب للجمعية وللفن التشكيلي. وبعد ذلك قام سموه بالتوقيع على إصدارات المعرض للذكرى تلبية لرغبة عدد من الفنانين المشاركين والزوار ثم غادر مقر المعرض في صالة الأمير فيصل بن فهد للفنون التابعة لمعهد العاصمة النموذجي.