يجب أن تحلل وزارة التربية والتعليم بكل شفافية، كل ما احتواه ( مقطع الفيديو) الذي ظهر فيه طلاب إحدى المدارس الابتدائية - شرق الرياض - وهم يمزِّقون الكتب، ويضايقون المارة فرحاً بانتهاء الدراسة؟!. وعدم الاكتفاء بالبيان الذي صدر عن إدارة تعليم الرياض المشكورة على تفاعلها السريع، والذي يقول إنها - حالة شاذة - ويحمّل المدرسة شيئاً من المسئولية، بالإضافة إلى أولياء أمور الطلاب، وإن كنت أعتقد أنّ المسألة تحتاج إلى دراسة دقيقة ومتأنية أكبر وليس مجرّد تحقيق، مع تكاثر هذه المشاهد لتمزيق الكتب وعدم ضبط جو الفرح لدى الطلاب، وهو ما يطرح تساؤلات عدة؟!. هل نعاني في مدارسنا من نقص في تعليم الطلاب لثقافة وتربية التعبير عن الفرح؟!. لماذا لا تقيم المدرسة في نهاية العام الدراسي، حفل توديع للطلاب، يتم خلاله ضبط المسألة واستعادة الكتب المدرسية، وتوديع الطلاب المتخرّجين والاحتفاء بهم، وجعل الصورة والمشهد الختامي للعام الدراسي أكثر وضوحاً وتنظيماً وارتباطاً بالأخلاق والعلم، و احتراماً للمدرسة والمعلم والكتاب بدلاً من الطريقة الحالية، والتي لا تضبط الشحنة العاطفية لدى الطلاب للتعبير عن فرحتهم بقدوم الإجازة، والانتهاء من الدراسة ؟!. وبرأيي يجب البحث في مسألة علاقة الطالب بالمدرسة والدراسة ؟ ومن المسئول عن تراكم هذه الشحنة لدى الطلاب بالتخلُّص من الدراسة، والتعبير بسلوك عشوائي عن الفرح بانتهاء هذه العلاقة، وكأنه هم وانزاح؟!. التعبير عن الفرح بقدوم الإجازة وانتهاء الدراسة أمر طبيعي في كل المجتمعات، لكن ترك هذه المسألة تتم بشكل عشوائي هو ما ينتج مثل هذه الظواهر الخطيرة، والتي تحمل مؤشرات وسلوكيات غير مقبولة!. وهنا يجب على وزارة التربية والتعليم العمل للعام القادم، لوضع آليات كفيلة بحفظ الكتاب وعدم امتهانه في نهاية العام، وتنظيم توديع الطلاب للمدرسة، وجعل هذا المقطع نواة عمل حقيقي للتعرُّف على الأخطاء، ووضع برنامج لعلاج الانحراف في سلوك هؤلاء الطلاب، فالمسألة ليست شاذة، وليست جديدة أيضاً، لكن التوثيق والتصوير هو ما ساعد في انتشارها بين الجميع؟!. إذا لم نعالج سلوك هؤلاء الصغار في المرحلة الابتدائية، فماذا ننتظر منهم في المراحل المقبلة؟!. وعلى دروب الخير نلتقي.