قالت المدربة الأسرية سلوى العضيدان إن مقطع الفيديو الذي تم تداوله بمواقع التواصل الاجتماعي لطلاب بمدرسة ابتدائية يمزقون الكتب الدراسية احتفالا بنهاية العام الدراسي، يجب أن نتوقف عنده جميعًا كمربين وأولياء أمور وجهات رسمية، فهو ليس مجرد فرحة طلاب بانتهاء العام الدراسي، لكنه يحمل إشارات مزعجة علينا أن نتنبه لها، ونصغي جيدًا لأصدائها. وتداول نشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر أعدادًا كبيرة من طلاب مدرسة ابتدائية بمدينة الرياض وهم يمزقون كتبهم الدراسية في الشوارع المحيطة بمدرستهم، مردّدين بأصوات مرتفعة "انتهت الدراسة" وسط غياب تام من معلمي المدرسة وأولياء الأمور، الأمر الذي خلف سخطًا كبيرًا في "تويتر"، معتبرين أن تلك الظاهرة تنذر بجيل غير واعٍ بمقدرات الوطن. وذكرت "العضيدان" ل"عاجل" أن تحول المدارس إلى فصول تلقين وحفظ، وعدم مراعاة الفوارق الفردية، وعدم اهتمام حقيقي بالميول والمواهب، جعلها عامل كبت وضغط بالنسبة للطالب، وسيشعر حينها أنه غادر سجنًا لا دار علم وتعليم وتهذيب. وانتقدت المربي سواء كان والدًا أو معلمًا، والذين غفلوا عن زرع القيم والأخلاقيات وشكر النعم، وغرس قيمة العلم الموجود بالكتب في نفس الطالب، وهو ما يعني تكرار ما رأيناه نهاية كل عام دراسي. ودعت "العضيدان" وزارة التربية والتعليم إلى سن تنظيمات للمحافظة على الكتب، وربطها بالتحفيز والترهيب، كأن يكافأ الطالب الذي يسلم كتبه كاملة بنهاية العام بجائزة معينة، أو يربط تسليم الشهادة بتسليم الكتب، أو أن يتحمل الطالب نتيجة أي سلوك غير مسؤول يقوم به ويؤدي إلى إيقاع الضرر بالبيئة أو بالمارة كما شاهدنا بالمقطع. وقالت المدربة الأسرية إن "ترك الحبل على الغارب" سيخرج لنا مثل هذه العقليات التي لا تقدر النعمة والقيم والأخلاق، فهذا في حد ذاته كارثة، نحن نرتكب أخطاء كبرى بحق أجيالنا حين نربيهم على الدلال الزائد، وعدم تقدير المسؤولية، وعدم شكر الله على النعم التي يرفلون فيها. وفي السياق ذاته، دعا مغردون وزارة التربية والتعليم إلى ضرورة استبدال الكتب الورقية وإحلالها بالأجهزة الإلكترونية، مؤكدين أن ذلك سيساعد الطالب على تخفيف الحمل، والاستفادة منها لعدد من الأعوام، مع سن أنظمه تكفل المحافظة على الأجهزة، وتحمل من يتلفها رسوم إصلاحها. اقرأ أيضا: لجنة عاجلة للتحقيق بواقعة تمزيق الكتب في ابتدائية بالرياض