تباينت ردود فعل مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة حول قرار وزارة الشؤون الاجتماعية الخاص بوضع لائحة تنص على معاقبة الرجل إذا ضرب زوجته، وذلك بدفع تعويض مالي يصل إلى 50 ألف ريال، بالإضافة إلى السجن ومع تكرار الضرب فإن العقوبة تتضاعف ليحد من العنف الأسري وتندرج تلك العقوبة تحت مظلة نظام الحماية من الإيذاء الذي تم اعتماد لائحته التنفيذية بعد عمل لمدة ثلاثة أشهر قادته جمعية حقوق الإنسان وعدد من الحقوقيين في مختلف مناطق السعودية. فبعد بزوغ الهاشتاق بساعات قليلة بدأ تفاعل المغردين كبيرا، فقد أصبح متنفسا للكثير منهم ليخرج ما تحمل جعبته، فكل يرمي شبكة من منطقته فمنهم المؤيد لذلك القرار ومنهم المعارض، فبدأت القصص تروى والطرف تحكى وانتشرت المقاطع بألوانها تحمل ذات الصبغة، فقد اتخذ ذلك الهاشتاق من مواقع التواصل الاجتماعي مسرحا يرقص على أركانه لينفض ما بداخل تلك الأنفس المليئة بالتظلم من العنف الجسدي والنفسي والتي كبلت العادات والأعراف فم تلك الزوجة فلم تستطع إيصال صوت أنينها ولا المطالبة بحقوقها مما قصم شخصيتها وحولها إلى مازوخية، فهي حبيسة تلك الحلبة، فمن المتوقع أن يحصل هذا الهاشتاق على الميدالية الذهبية مقارنة ببقية الهاشتاقات فهو يلامس أمرا تعاني منه المجتمعات منذ أزل، لكن السؤال الذي يفرض نفسه: هل نحاكم هذا الزوج إلى عقله أم إلى جيبه؟؟ لماذا غفلنا عن زرع قيمة الاحترام منذ الصغر، ونحن أهل دين جعل الاحترام مبدأه؟ كيف أعمد إلى مشروع حياة مع زوج يشاركني إياها وهو لا يملك تلك القيمة الذهبية التي جعلت من اليابان علما في تلك القيمة ؟ من يحترمني سيحترم وجودي وحقوقي وسنتقاسم الحياة معا بحلوها ومرها من يحترم زوجته فهو بالطبع يحترم أمه وأخته وأبناءه وجيرانه وأصدقاءه وعمالته هي بالأصل قيمة ذاتية تعلي قدرك، وتنعكس على تعاملاتك وتجعل الآخرين يبادلونك تلك القيمة فلقد كان لنبينا صلى الله عليه وسلم وهو أعظم قدوة لنا، باعا طويلا في ذلك، بتعامله مع الصغير والكبير والطفل والشاب والكهل والزوجة والجار والخادم، فقد ضرب لنا أروع الأمثلة مع جاره اليهودي الذي كان يتعمد إيذاءه، فعندما افتقد هذا الإيذاء منه، ذهب لزيارته، فوجده مريضا بحمى شديدة، فاندهش ذلك اليهودي، ومن إدراك أنه مريض؟ فبعدها بكى بكاء حارا من طيب خلق النبي عليه الصلاة والسلام وتسامحه واحترامه لجاره (احترام الذات هو الصورة الذهنية الجميلة التي يرسمها المرء عن نفسه، وهذه الصورة تتكون من خلال خبراته وتتأثر بقوة بالرسائل التي نتلقاها من الآخرين، ولا شك أن الطريقة التي ينظر بها الإنسان لنفسه تؤثر في كل نواحي حياته. وإن عدم احترام المرء لذاته يجعل منه عدواً لنفسه) د. سعد البريك فنحن نحتاج إلى حل جذري لتلك المشكلة، فلو أننا زرعنا الوعي بتلك القيمة في المدارس والمعاهد والمراكز وفي الطرقات بدمجها بأساليب حديثة عن طريق مسابقات وأنشطة وفعاليات وقصص ومقاطع لبذرنا بذرة خير تعكس حرص المسؤولين في إنشاء مجتمع مترابط ومتوازن ومتكافئ وأن لا يكون مبدؤنا العصا لمن عصى...