يتدخل الحركيون المتأسلمون هنا بكل صغيرة، وكبيرة، فهم جاهزون على الدوام للاعتراض على قرار تنموي جديد، أو الدعوة لتجمع فوضوي «احتسابي»، أو التلبيس على العوام بأن هذا الحدث الوطني مخالف للدين، وذاك المؤتمر لا يعدو أن يكون اجتماع تغريبي، يتخلله اختلاط، وفجور، كما أنهم يستعدون للمناسبات الوطنية الهامة باستخدام ميكروسكوبات للبحث عن زلة. هذا، ولكنهم يصمتون صمت القبور عندما يكون الوطن بحاجتهم، وكان آخر ذلك صمتهم عن المؤامرة الكبرى، والتي فجرها تسجيل تم تسريبه مؤخراً، فقد تحدث الجميع عن ذلك إلا هم، ومع أنه تم حثهم من قبل الجماهير على المشاركة، وذلك لفداحة الخطب، إلا أنهم صموا آذانهم، ثم بعدما هدأت الأمور، عادوا، ثم تفجرت قرائحهم بالمواعظ المعلبة، والتي لا علاقة لها بالمؤامرة، ومع أن أحدهم أخبرنا بأن يوم الرابع من رجب، هو ذات اليوم الذي يوافق غرة رمضان، وعيد الإضحى المبارك، إلا أن هذا لم يكن كافيا للجماهير التي كانت تتعطش لقراءة، وسماع رؤيتهم فيما يتعلق بالمؤامرة التي كانت حديث الشارع بكل أطيافه!. ولئن كان هذا ما فعله كبار الحزبيين المعروفين تجاه المؤامرة، إلا أن «المتخفين» منهم حاولوا التذاكي، فقد كتب أحدهم، بعدما هدأت الزوبعة، أن ما يزعجه هو «المنتفعون» السعوديون من كشف هذه المؤامرة، والتي تهدف -بجلاء ووضوح- إلى هدم البيت على من فيه، وهو يقصد بالمنتفعين شريحة المثقفين، والكتّاب، بل والمواطنين الذين تفاعلوا مع موضوع المؤامرة، وشجبوا، واستنكروا، فهؤلاء في نظره منتفعون!!، ولا تستغربوا، فكل من يقف مع الوطن، وضد الدويلة التي تدعم تنظيم الإخوان فهو في نظره «نفعي»!!، إذ هو -وكثير من أمثاله- يناصبون كل من يقف ضد مخططات تنظيم الإخوان العداء، وذلك من منطلق أيدولوجي بحت، وهذا المتذاكي، وشلته الحزبية التي تتبع منهجه الخفي، يكتبون دوما ضد خصومهم، ويتهمونهم بأنهم يقيمون لهم محاكم تفتيش، ويقولون إنهم لن يخضعوا لمحاكم التفتيش هذه، فالوطنية ليست حكراً على أحد، حسب ما يقولون، وهي حجة يتهربون من خلالها عن واجباتهم الوطنية التي لا تقبل أنصاف الحلول. حسناً، نقول لهذا الأخ، وغيره من الحزبيين، المكشوفين والمتخفين: إن من المسلم به، في كل بلاد الدنيا شرقاً، وغرباً، أن الوقوف على «الحياد» في أوقات الأزمات، خصوصاً عندما تحاك المؤامرات ضد بلدك يعتبر «خيانة»، فنطلب منكم أن تتخذوا من المواقف ما تشاؤون، ولكن، رجاءً توقفوا عن التذاكي، فقد بلغ الناس الحلم، وتذكروا أن زمن المطويات، والمنشورات قد رحل إلى غير رجعة، فهل تسمعون؟!.