قبل أيام، تلفظ رياضي شهير بألفاظ عنصرية، وبغيضة ضد أحد مسؤولي كرة القدم هنا، وعلى الرغم من أن هذا الرياضي، والذي اشتهر بالاستكبار، والغطرسة، حاول التذاكي، والزعم بأنه لا أحد يفهم ما قال غيره هو، وبالتالي فليس لأحد حق التفسير!!، إلا أن هناك شبه إجماع على أن ما تلفظ به كان «عنصرية» مكتملة الأركان، ولثقتي بمسؤولي الرياضة، فإنني على يقين بأنه لن يفلت من العقوبة، حتى وإن تم تأجيلها لظروف خاصة، ويسوؤنا أن هذا المتطفل على الرياضة يملك «حاشية نفعية « من الصحافيين تصفق له، وتبرر أخطاءه، ولكن عزاؤنا هو أن هناك صحافيين يتحلون بقدر كبير من النزاهة، والاستقلالية، وهؤلاء هم الذين نعوّل عليهم في معالجة القصور، والتردي الذي عانت منه رياضتنا مؤخرا!. لم تمر أيام على ذلك التصريح العنصري، والذي لا زال حديث الناس، حتى فاجأنا متشدد أحمق بالهجوم على لاعب شهير من منطلق طائفي بحت، والغريب أن هذا المتشدد اختار واحدا من أنبل لاعبي كرة القدم، وأكثرهم خلقا، ولكن الجميل هذه المرة أن معظم الجماهير الرياضية وقفت وقفة حازمة ضد حديثه الطائفي، بل لا يراودني شك بأنه هو نفسه تفاجأ بحجم الوعي لدى الجماهير، والتي كانت فيما مضى مطية يتخذها هو، وأمثاله للبحث عن الشهرة، وبريق الأضواء، وأمر العنصرية، والطائفية خطير، فلا شيء يفت في عضد الوحدة الوطنية مثله، والتساهل معه أخطر، ونتمنى - مرة أخرى - أن يكون التسامح، والتساهل، ومساعي الصلح التي رافقت ذلك التصريح العنصري أمر مؤقت، لظروف خاصة، لأن التسامح مع مثل هذا السلوك، وفي هذه الأجواء المشحونة بالذات، سيكون له عواقب وخيمة، لا على المستوى الرياضي، وحسب، بل على مستوى النسيج الاجتماعي عامة!. تزامن مع التصريحات العنصرية، والطائفية هنا، حدث مماثل في الطرف الآخر من الكرة الأرضية، فقد نشرت صديقة مالك فريق كليبرز لكرة السلة، الملياردير دونالد ستيرلنق مكالمة مسجلة له، وهو يتلفظ بألفاظ عنصرية ضد السود، ويلومها على نشر صور لها مع لاعب كرة السلة الأسمر الشهير، ماجيك جانسون، ولأن فريق كليبرز يعتبر واحد من فرق الرابطة الأمريكية لكرة السلة، وهي الرابطة التي تعتبر إمبراطورية قائمة بحد ذاتها، وميزانيتها تقدر بعشرات المليارات، فقد اتخذت الرابطة قرارات قاسية جدا بحق السيد ستيرلنق، إذ تم حرمانه من الانتماء للرابطة مدى الحياة، وتم إجباره على بيع الفريق، كما تم تغريمه مليونين، ونصف مليون دولار، لأن الرابطة تعلم أنه إذا لم يتخذ مثل هذا القرار الصارم، فإن مستقبلها سيكون في مهب الريح، وهي بالتأكيد تدرك الآثار المدمرة للعنصرية، ومن هذا المنبر الحر أطالب مسؤولي الرياضة هنا، وعلى رأسهم وزيرها الشاب، الأمير نواف بن فيصل بقراءة هذه القصة بكامل تفاصيلها، وتبريرات الرابطة لقراراتها، لعل هذا يساعدهم في التعامل مع قضايا العنصرية، والطائفية مستقبلا، وأنا على يقين بأنهم سيفعلون!!.