قد يستغرب بعض الناس أن القهوة هذا المشروب الذي لا يخلو منه مجلس من مجالسنا قد صاحب أول قدومه للمتذوق ومحتسيه ردة فعل عنيفة عند بعض الناس، بل أفتى بعض أهل العلم بحرمة شرب القهوة!! هذا التحريم عند بعض الفقهاء والعلماء صاحبه ردة فعل معاكسة نتج عنها فتاوى مضادة، بل ألف أحد العلماء كتاباً سماه (عمدة الصفوة في حل القهوة) يبين في كتابه هذا أن مشروب القهوة حلال!. وبعيداً عن الخوض في تفاصيل الموضوع من الناحية الفقهية، ألا ترون أن هذا الموضوع بشكل عام قد يكون نواة لمبحث تاريخي مهم، وهو كيف نتعامل مع الجديد على مجتمعنا في كل الجوانب في المشروب والمأكول وغيرها وحتى أجهزة التقنية. هذه قضية تستحق الدراسة من قواعد تاريخية، كيف تعاملنا مع السيارة والمذياع والكثير من مستجدات العصر عند وصولها لنا أول مرة. المعلوم أن العلماء عند قدوم بعض المستجدات لديهم قد يفتون فيها بالتحريم أو التحليل أو التوقف عندما لا يكون لديه حجة قوية لإصدار فتوى في هذا المستجد. هذا من الناحية الشرعية، لكن من الناحية الاجتماعية كيف كان أسلافنا يتعاملون مع كل جديد لديهم؟ هذا باب واسع لرواية القصص الطريفة أو الحزينة.