بعد تأهل كل من ريال مدريد وغريمه التقليدي في العاصمة الإسبانية.. أتليتكو مدريد لنهائي دوري أبطال أوروبا للموسم الحالي على حساب كل من بايرن ميونخ الألماني (حامل اللقب)، وتشيلسي الانجليزي على التوالي فإن أعين عشاق المستديرة في العالم أجمع ستتجه إلى مدريد لمتابعة ما تبقى من منافسات الموسم الحالي في بطولة الدوري، حيث يتصارع الفريقان محلياً على الفوز بلقب «الليجا» قبل المواجهة المنتظرة بينهما في النهائي الأوروبي الكبير في مدينة ليشبونة البرتغالية يوم 24 مايو الحالي. ولأول مرة في تاريخ دوري الأبطال يقام النهائي الحلم بين فريقين من نفس المدينة مما أسعد عمدة العاصمة الإسبانية (مدريد) السيدة آنا بوتيا التي قالت: «قلب العاصمة الإسبانية سيكون منقسماً لا محالة»، وهنأت الفريقان على التأهل ورفع اسم المدينة عالياً في سماء الساحة الأوروبية. وصول قطبي العاصمة للنهائي الأوروبي انعكس على السياسة بشكل إيجابي، وهو ما دفع رئيس الحكومة الإسبانية السيد ماريانو راخوي لأن يهنئ عبر حسابه الشخصي في موقع التواصل الاجتماعي كلا الفريقين متمنياً التوفيق لهما ومعتبراً أن الفائز الحقيقي هي الكرة الإسبانية وأنديتها التي تنافس قارياً أكبر وأقوى الفرق الأوروبية. أتفق تماماً مع السيد راخوي بأن الكرة الإسبانية تعد حالياً في مقدمة الركب خاصة بعد الفوز الكبير الذي حققه الفريق الملكي على الفريق البافاري بواقع (5-0) في إجمالي نتيجة اللقاءين، إضافةً إلى الفوز الكبير الذي حققه الروخي بلانكوس خارج ملعبهم على أسود العاصمة الانجليزية وفي معقلهم ستامفورد بردج بنتيجة (3-1). النهائي الأوروبي يذكرنا بنهائي موسم 1999-2000م حينما تواجه ريال مدريد وفالنسيا في استاد فرنسا الذي يتسع لثمانين ألف مشجع في سان دوني في العاصمة باريس، وقتها فاز الميرنجي بثلاثية نظيفة مستفيداً من خبرته العريضة في البطولة الكبيرة، وهو ما قد يتكرر في النهائي القادم حيث يمتلك ريال مدريد - بلا شك - الأفضلية التامة من حيث خبرة الفريق كإدارة ومدرب وكذلك لاعبون، خاصة إذا ما علمنا أن المدرب كارلو أنشيلوتي سبق له تحقيق الفوز بكأس دوري الأبطال مرتين مع نادي ميلان الايطالي عامي 2003 و2007 على حساب كل من يوفنتوس وليفربول. ولن ينسى أنشيلوتي بكل تأكيد خسارته للقب 2005م أمام ليفربول بعد أن كان متقدماً بثلاثية نظيفة ليفقد النتيجة بعد الاخفاق في ركلات الترجيح ليتوج «الريدز» باللقب، وهو ما قد يدفع المدرب الايطالي لأن يعلن حالة الطوارئ بين نجوم الفريق الملكي ويحذرهم من التهاون طوال التسعين دقيقة. في المقابل وبالرغم من المستويات الكبيرة والمذهلة التي قدمها أتليتكو مدريد بقيادة مدربه الشاب دييغو سيموني إلا أن الفريق ومدربه سيظهرون أقل خبرةً في النهائي المنتظر، وسيعتمد سيموني دون أدنى شك على إثارة الحماس في نفوس لاعبيه خاصة وأن المباراة ستكون «ديربي» لكي يطلقوا كامل طاقتهم لتقديم كل ما لديهم طوال فترات المباراة دون الاهتمام لعوامل الخبرة والتاريخ التي تقف بجوار خصمهم ريال مدريد. برشلونة الإسباني هو المسيطر الأول على البطولات خلال الخمسة مواسم الماضية، وذلك بتتويجه باللقب الأوروبي عامي 2009 و2011م، وفوزه ببطولة الدوري أربع مرات خلال خمسة أعوام. ومن يعلم؟ لو لم يصطدم برشلونة بخصمه أتليتكو مدريد (في دور الثمانية) لشاهدنا كلاسيكو إسباني عالمي في النهائي الأوروبي، فالإسبان وحدهم قادرون في هذا الموسم على إيقاف بعضهم وإقصاء منافسيهم. الاهتمام الكبير الذي توليه إسبانيا بشكل عام ممثلةً في أنديتها للفئات السنية، هو العامل الإيجابي الحقيقي الذي دفع الكرة الإسبانية لأن تتربع على عرش كرة القدم الأوروبية والعالمية، وليس على مستوى المنتخبات الدولية فحسب، بل إن الأمر وصل في هذا الموسم لأن يكون على مستوى الأندية رغم تمتع القارة العجوز بالعديد من الأندية الأوروبية القوية التي سقطت بنتائج كبيرة بعد مواجهتها للأندية الإسبانية، مما يعكس مدى تطور وثبات الكرة الإسبانية التي تعد مثالاً يجب أن يحتذى به من قبل الدول الأخرى المهتمة بشأن تطوير وتنمية كرة القدم لديها.