أكد الملحق الثقافي السعودي في الإمارات الدكتور صالح بن حمد السحيباني أن فوز خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - بجائزة شخصية العام الثقافية للعام 2014م، التي تمنحها جائزة الشيخ زايد للكتاب غير مستغرب، ومن يمعن النظر بالجهود والإنجازات التي صنعها - أيده الله - التي تترى في مختلف أرجاء العالم وليس في المملكة العربية السعودية فحسب، حيث جسد بصمات ناصعة وأعمالاً فريدة يراها القاصي والداني، فضلاً عن المبادرات التي طرحها في هذا الشأن، التي تخدم هذا المجال وتصب في ذات التوجه. وقال السحيباني في تصريح بمناسبة الذكرى التاسعة لبيعة خادم الحرمين الشريفين: « لعله من محاسن الأمور أن يكون تكريم خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بشخصية العام في الإمارات يأتي متزامناً مع احتفالات المملكة العربية السعودية الزاهية هذه الأيام بمناسبة البيعة التاسعة لتوليه - حفظه الله - مقاليد الحكم، كما أنه من الرائع أن تكون تلك الجائزة الغالية باسم باني نهضة دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة فذاك قائد فذ وهنا قائد حكيم صنع لدولته مجداً وبنى لها دولة صارت محط الأنظار، ولذلك تجسد تلك الجائزة روح الانتماء، وتوثق المزيد من عرى المحبة والمودة والوفاء، وتوطد أواصر العلاقات المتينة بين البلدين الكريمين، فشخصية خادم الحرمين الشريفين تقوم على حب العلم والعلماء والاهتمام بالثقافة والمثقفين، ففي الأولى يمكن النظر إلى القفزات الهائلة التي حققها في مجال التعليم والمعرفة، حيث قفزت أعداد الجامعات في المملكة من ثماني جامعات حكومية إلى أكثر من ثلاثين جامعة في فترة وجيزة من الزمن ناهيك عن الجامعات الأهلية المتعددة والكليات هنا وهناك، بالإضافة إلى دعم الكراسي العلمية، وبالنظر إلى النقلة التي تحققت في مشاركات المملكة في معارض الكتاب الدولية وكيف أن المملكة كانت خلال الثلاث سنوات القريبة الماضية فقط ضيف الشرف الرئيس في كثير من معارض الكتاب الدولية وفي العديد من دول العالم في الشرق والغرب، التي لم يكن لها أن تكون كذلك لولا فضل الله تعالى وتوفيقه ثم الدعم السخي الذي تجده تلك المشاركات الدولية من قيادتنا الرشيدة. وأضاف الدكتور السحيباني يوق: إن خادم الحرمين الشريفين استطاع بحكمته وثاقب بصيرته أن يجعل الوطن وبفترة وجيزة يرسم له مكانة عالية في خارطة العالم الثقافية، وتألق وبكل شموخ بإنجااته التي تترى في هذا الميدان، التي ترى بصماتها في مختلف الأصقاع، ولعل دعمه لبرامج تعليم اللغة العربية ومعاهد اللغة العربية في مختلف دول العالم كونها تمثل الهوية الإسلامية خير مثال. وأوضح أن مما يميز هذا القائد الحكيم - حفظه الله - أنه اهتم ببناء الإنسان وتنمية المكان، فدعم بناء الإنسان السعودي وغيره ثقافياً ومعرفياً بالعديد من المظاهر والمشاهد والأعمال التي تصب في هذا الاتجاه، ويصعب حصرها، مشبهاً برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي بمدينة سعودية كاملة تتعلم في أرقى الجامعات العالمية قوامها أكثر من 170 ألف طالب وطالبة، كما أن المملكة بفضل الله تعالى حققت في هذا الزمن مركزاً متقدماً في الاقتصاد المعرفي، وهناك المحاضرات والندوات والمؤتمرات والملتقيات التي تستضيفها الجامعات السعودية أو الأندية الأدبية أو تلك الجهود التي تدعمها المملكة في الخارج في هذا الاتجاه، مبيناً أن هناك جوائز ثقافية يدعمها - حفظه الله - بسخاء من بينها جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة التي تأتي من منطلق الرؤية الحكيمة التي يتبناها في سبيل مد جسور التواصل الثقافي بين الأمم وتفعيل الاتصال الحضاري والمعرفي بين مختلف الثقافات. وفيما يخص تنمية المكان أكد أن خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بذل الكثير من الأعمال والدعم والاهتمام في هذا الجانب، ولعل من أبرز ذلك تلك الأندية الأدبية التي تتربع في مختلف أرجاء الوطن المترامي الأطراف، فهناك المراكز الثقافية التي بناها في الداخل والخارج، وما يزال يدعمها بسخاء لا نظير له، وهناك الجامعات التي تعد مدناً ثقافية وعلمية متكاملة، ولعل عالمية جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ( كاوست ) غير بعيد، هذا غير الكتب والإصدارات التي تخرج من المملكة لتحل ثقافة وعلماً في مختلف الأوطان، مبيناً اهتمامه خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بنشر المصحف الشريف التي لا تكاد تفقده أينما وليت وجهك في هذا العالم بطباعته الفاخرة وصفحاته الكريمة التي ترجمت للغات عالمية عديدة. وأشار الدكتور السحيباني إلى ما قدمه خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - للحركة الثقافية من رعاية ودعم مادي ومعنوي حيث صدرت قبل بضعة أعوام الموسوعة العربية العالمية حيث شارك في إعدادها أكثر من 1000 أستاذ جامعي من تخصصات علمية مختلفة، ينتمون إلى عدد كبير من الدول العربية والإسلامية، حيث عكس هذا العمل الغزير ما توليه القيادة الحكيمة لبلادنا الغالية من اهتمام واضح بخدمة الثقافة العربية والإسلامية وما تتيحه لأبناء الأمة من محالات للإبداع الفكري والحضاري وقد أدخل هذا العمل الفريد المملكة بكل فخر واقتدار عالم صناعة الموسوعات الشاملة وكان لها اسمها الذهبي في سماء الحركة الثقافية العالمية. وأكد أنه لا يمكن للناظر بأي حال من الأحوال إلى المشهد الثقافي السعودي أن يلم بجوانبه المختلفة ومشاهده، وعطاءاته المتعددة، لأنه أصبح وبفضل الرعاية الكريمة من قيادتنا الرشيدة تتسع أبعاده باتساع جغرافية هذا العالم وتعدد دوله وقاراته، وتنوع عطاءاته بتنوع أقطاره والعمل الثقافي الذي زرعه هنا أو بذره هناك، منوهاً بدور المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) في عكس التنوع الثقافي وأن يبرز للعالم الطابع المميز لثقافة المملكة التي تتمازج فيها العطاءات الثقافية لمناطقها مكونة نموذجاً فريداً من التآلف الثقافي الذي يعبر بدوره عن وحدة المنبع الذي تنتهل منه المملكة ثقافتها، حيث استطاع هذا المهرجان أن يبرز أيضاً البعد الإنساني لثقافة المملكة في بناء الإنسان بناء متوازناً إذ تشارك بذلك جميع مؤسسات الدولة العسكرية منها والمدنية. وأشار إلى أن الراصد لمكونات المشهد الثقافي السعودي يجد أن من أهم معالمه تلك المؤسسات التي غدت مراكز إشعاع ثقافي وتنوير فكري، التي تفتح أبوابها لعامة الناس، وتوظف فيها التقنية الحديثة في تقديم خدماتها، الأمر الذي جعل المملكة على صلة وثيقة بأهم المراكز الثقافية في أنحاء مختلفة من العالم، منوهاً بالدور الكبير الذي تتبناه هذه المراكز العامة في النشر الثقافي ومنها مكتبة الملك عبدالعزيز العامة ومكتبة الملك فهد الوطنية، ومكتبة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، وغيرها من مكتبات الجامعات، بالإضافة إلى مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وكذلك جمعية الثقافة والفنون وغيرها من المؤسسات العاملة في مجالات الثقافة والآداب والفنون على امتداد المملكة ورقعتها الواسعة، مؤكداً أن انتشار هذه المؤسسات في المملكة يأتي بفضل الله تعالى ثم بما تجده من دعم سخي ومناخ تشجيعي لا يمل ولا يفتر من المؤسسات المدنية التي لها أنشطتها الثقافية والفكرية المتباينة التي تتخذ أبعاداً إنسانية، فنجد مثلاً أن جائزة الملك فيصل أصبح لها ثقلاً دولياً ومكانة عالمية، وغدت موضع اهتمام العلماء والمفكرين في جميع دول العالم، إلى جانب هذا وذاك هناك العديد من المجلات الثقافية والعلمية التي لها تأثيرها الكبير في رفد الثقافة العربية والإسلامية بالجديد من الأفكار والعلوم والمعارف والثقافات. ونوه الدكتور السحيباني بما تجده المدارس السعودية المنتشرة في الخارج وفي العديد من دول العالم من دعم خادم الحرمين الشريفين ما جعلها تمثل امتداداً لرسالة المملكة النبيلة الهادفة إلى جعل التعليم والمعرفة في متناول كل طالب أو طالبة سعودية في الخارج وتقدم خدماتها كذلك لأبناء الأمة العربية والإسلامية، وهي إلى جانب دورها التعليمي فهي منبر ثقافي يعكس فكر وثقافة وطننا الغالي وتواصله مع مختلف الشعوب والثقافات، مشيراً إلى دعمه - حفظه الله - لإقامة الأيام الثقافية السعودية التي طافت مختلف دول العالم إسهاما بذلك في إثراء الثقافة السعودية. وتناول السحيباني في تصريحه إلى مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي الذي يعنى بمد جسور الحوار بين اتباع الأديان والثقافات الذي وجد الدعم من الملك القائد - حفظه الله - نحو إرساء قيم العدل والسلام، ونشر الحوار الفكري بما يعزز أرضية الاهتمام الإنساني والأهداف المشتركة بين أفراد العالم، ما يؤكد اهتماملقيادة الحكيمة بنشر ثقافة السلام، مشيراً كذلك إلى مبادرة الملك عبدالله للمحتوى العربي حيث تشكل تلك موسوعة ثقافية وتعليمية نفيسة، كما أنها وعاء لنشر الكتب والدوريات والمعارف، وقد جاءت تلك المبادرة انطلاقاً من الدور الحضاري والثقافي الكبير للمملكة، ذلك أن هذه المبادرة تهدف إلى تسخير المحتوى الرقمي لدعم التنمية والتحول إلى مجتمع معرفي في الوطن العربي، والمحافظة على الهوية العربية والإسلامية، وتعزيز المخزون الثقافي والحضاري الرقمي. وختم الدكتور السحيباني تصريحه قائلاً: « إن مجمل ما يمكن استنتاجه مما ذكر آنفاً هو الدعم السخي والرعاية والاهتمام الكبير الذي تجده تلك الروافد والمنابع من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - التي تشكل بدورها المشهد الثقافي السعودي، وهو ما يعد جزءاً أصيلاً لا يتجزأ من الثقافة العربية والإسلامية وكان وما يزال عاملاً مؤثراً في تطورها وتجدد بناها لتمثل منابع رئيسية للفكر العربي والإسلامي، وقنوات حوار وتواصل بين الأجيال، وجسور تربط المثقف السعودي والعربي بالفكر الإنساني.