الاستعداد للحرب وجاهزية الجيوش تمنع اندلاع الحرب، بديهية يعرفها ويعمل بها القادة السياسيون وينفذها ويلتزم بها القادة العسكريون، فامتلاك الدول لجيوش قوية ومستعدة للدفاع عن الوطن يمنع الأعداء من الدول الأخرى التفكير ليس بشن حرب ضد البلد المستعد والذي يمتلك قوة عسكرية قادرة على الدفاع عن حياضه فحسب، بل يوقف أي تفكير عدائي ضد البلد المستعد دائماً والذي تمتلك قواته جاهزية عسكرية. شيء يعرفه القادة السياسيون والعسكريون معاً ويعملون به، ولهذا فإن امتلاك الدول لقوات عسكرية قوية وذات جاهزية دائمة يعد تعزيزاً للسلام والأمن والاستقرار ليس في البلد الذي يمتلك تلك القوة العسكرية فقط بل المنطقة التي يوجد فيها البلد الذي يهتم بقواته المسلحة ويعزز قدراتها ويحافظ على جاهزيتها. والمملكة العربية السعودية التي توجد في منطقة تشهد متغيرات كثيرة وتهديدات محلية وإقليمية، وضعت قيادتها اهتمامها لتطوير القوات المسلحة ورفع مستوى إعدادها إلى مستوى التحديات والمهام المطلوب منها أداءها، مستفيدة من التطور التقني واستعمال أساليب جديدة في فنون القتال، فبالإضافة إلى تزويد القوات المسلحة بأحدث الأجهزة والمعدات والأسلحة القتالية التي تنوعت بالحصول على أفضل ما أنتجته المصانع من طائرات مقاتلة ذات تقنية عالية ومنظومات للدفاع الجوي وصواريخ دفاعية قادرة -بإذن الله- على تحصين سماء المملكة وحدودها، إضافة إلى سفن وبوارج حربية لحماية المياه الإقليمية للمملكة معززة بقوات عالية التدريب والكفاءة. إذ شهدت الأعوام الماضية ارتفاع نسق التدريب وتنفيذ التمارين العسكرية داخل المملكة وخارجها بمشاركة قوات لدول شقيقة وصديقة، إذ نفذت القوات السعودية المسلحة تمارين ومناورات عسكرية جوية وبحرية وبرية مع قوات مصرية وخليجية وتركية وفرنسية وبريطانية وأمريكية، واشتركت أسراب عديدة من الطيران الحربي في تمارين عسكرية مهمة مع دول متقدمة، فمشاركة الطيران الحربي السعودي في مناورات وتمارين ليلية وفي أجواء قتالية في الأراضي الأمريكية والفرنسية والبريطانية والتركية، إضافة إلى التمارين اليومية في الأجواء السعودية أكسبت القوات الملكية الجوية السعودية مهارة متميزة تحدث عنها قيادات المناورات المشتركة، وهو التقييم نفسه الذي أعطي لمشاركة القوات البرية التي شاركت في تمارين عسكرية مع القوات الفرنسية على الأراضي الفرنسية ومشاركتها في التمارين التي جرت مع القوات الأمريكية والقوات المصرية. كل هذه الخبرات التي تراكمت على مدى سنين طوال توجت قبل أيام في مناورات ضخمة للقوات المسلحة السعودية، ضمت إلى جانب وحدات الجيش السعودي من قوات برية وبحرية وجوية ودفاع جوي ووحدة الصواريخ الإستراتيجية قواتاً من وزارتي الداخلية والحرس الوطني، وذلك لتنفيذ أضخم وأهم مناورات عسكرية تتم على الأراضي السعودية وبمشاركة أكبر عدد من المقاتلين السعوديين، وقد حظيت هذه المناورات باهتمام ومتابعة العديد من المصادر العسكرية والإستراتيجية. ولهذا حرص العاهل البحريني ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية ووزير الدفاع الكويتي ووكيل وزارة الدفاع في سلطنة عمان، إضافة إلى القائد العام للقوات المسلحة الباكستانية على حضور اختتام المناورات التي حملت اسم (سيف عبدالله) ليتطابق الاسم مع الهدف، وهو أن يكون (سيف عبدالله) الذي هو سيف السعوديين جميعاً جاهزاً للذود عن الوطن وجيران الوطن.