هناك من لا يستطيع التخلص من «لكنته» أو «لهجته»، خصوصاً من المذيعين عند تقديم برنامج تلفزيوني أو إخباري، والشواهد على ذلك كثيرة!. المسألة لا علاقة لها بالكلمات والمفردات، بل إن ارتباط النطق الخاطئ باللهجة الخاصة هو السبب، حتى لو كانت العبارات متطابقة «الرسم» إلا أن مخارجها وتشكيلها مختلف، وهو ما جعل بعض الإعلاميين من الصحفيين البارزين يخسرون جماهيرهم، بمجرد تحولهم للشاشة أو المذياع، لأنهم سقطوا في مستنقع اللفظ والنطق، وهي مسألة خطيرة وحساسة، وليس بالضرورة أن يجيدها الصحفي الذي يكتب «بالحبر» دون سماع صوته، والدليل أن عددا من أصحاب القلم فقدوا متابعيهم في «الوسيلتين» لأنهم أبحروا في غير ما يجيدون طلباً للشهرة!. المسألة تُحترم إذا ما كان النسق العام «للصحفي المذيع» بتلقائية اللفظ، كجزء من التركيبة الشخصية المتكاملة الناجحة، وهذا أيضاً شواهده عديدة، ولكن محاولة الاختباء خلف صورة معينة، ثم الانكشاف بخروج «كلمة» أو «لحن» في نطق ما، هنا تكون المسألة مؤذية للعين والأذن معاً!. «انتصار عبد الجليل» مذيعة أخبار يمنية تعرضت لهجوم لاذع، بسبب لكنتها عند قراءة الأخبار «الفرنسية» على قناة «عدن»، هذا الهجوم منحها مزيداً من الشهرة، خصوصاً بعد توقف «النشرة الفرنسية»، لأسباب قيل عنها أنها «اقتصادية» وليست بسبب «حملة السخرية» من المذيعة !. الهجوم المتجدد هذه الأيام جاء من قنوات «لبنانية»، وصحف «مغربية» بحجة أن الناطقين بالفرنسية كثر، وقد تم تداول مقاطع فيديو على نطاق واسع تسخر من طريقة قراءة الأخبار الفرنسية بلهجة ولكنة «يمنية»، وفي أول تعليق لها على ما حدث عبرت المذيعة عن «أسفها» لما تعرضت له من هجوم شرس، مؤكدة أنها تحمل شهادة في التخصص باللغة الفرنسية من كلية الآداب، وأن مسألة اللهجة أو الخطأ في النطق أمر طبيعي، يحدث حتى عند من يقرأ باللغة العربية، وهو أمر يجب ألا يكون مثار سخرية من أحد!. المذيعة وجدت مساندة من راديو -مونتكارلو الدولي- وإذاعة فرانس، وأخبار 24 الفرنسية، بعد كل هذا الهجوم الذي تعرضت له!. جرب أن تسجل صوتك اليوم كقارئ نشرة، وستكتشف أنه يجب احترام اللهجات، في الحدود المعقولة للحن!. وعلى دروب الخير نلتقي.