فاجأني نعي الزميل الدكتور محمد بن سعد بن حسين مفاجأة أليمة، وقد يتردد الإنسان ويتلجلج به القلم أحياناً في الكتابة عن شخصية أحبها وزاملها وعرفها عندما يريد أن يكتب رثاء عن صديق عزيز وزميل كريم، فقد كنا زميلين في المرحلة المتوسطة والثانوية وفي كلية اللغة العربية، وله عندي من المودة ما يوجب علي أن أترحّم عليه، فلقد كان - رحمه الله- شخصية علمية وله أعمال أدبية جليلة وخدمات تربوية وفكرية. لقد كان لوفاته وقع حزين وصدى عميق بالأمس، فقد عرفته صديقاً وفياً عزيز المعرفة، طيب السيرة، لطيف المعاشرة، فهو علم من أعلام الثقافة والأدب وكنا نزوره في منزله وكان مجلسه عامراً بالثقافة ومفعماً بالعلم والمعرفة والموضوعات التي يطرح فيها ما يدور في الساحة الثقافية - لقد تخرّج على يديه مجموعة من الأساتذة والأدباء ممن يتسلّمون اليوم مراكز قيادية في جامعاتنا، لقد كان يحظى بمحبة الجميع لأنه محب للجميع لقد فقدنا بفقده أخاً عزيزاً وزميلاً وفياً وصديقاً كريماً ومربياً وأديباً، وكلها صفات وخصال كريمة، رحمه الله رحمة واسعة. ولا شك أن فقد العلماء والأدباء والمربين خسارة كبيرة لكن هذا هو حكم الله في خلقه {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله} ولقد قيل: والموت نقّاد على كفه جواهر يختار منها الجياد رحم الله أبا عبد الحميد وأسكنه فسيح جناته. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.