أكَّد وزير الأوقاف والشؤون الدينيَّة الفلسطينيَّة، محمود الهباش أن الحكومة الفلسطينيَّة تعمل في الوقت الراهن على إستراتيجية لحماية المقدسات في فلسطين ترتكز على ثلاثة محاور أساسيَّة في ظلِّ ما يتعرَّض له المسجد الأقصى المبارك والمقدسات الإسلاميَّة في مدينة القدس المُحتلَّة، من انتهاكات واقتحامات جمَّة ينفذها مستوطنون متطرفون، وبحسب الهباش «تسعى السلطة الفلسطينيَّة والأردن الراعي الرسمي لهذه المقدسات إلى اتِّخاذ تدابير تضع حدًا لهذه الانتهاكات.. وأوضح الهباش أن المحور الأول يتعلّق بتعزيز الوجود والصمود الفلسطينيبالقدس، من خلال مواجهة المخططات التهويدية الاستيطانية بالقدس والإخلال بالميزان الديموغرافي.. وأكَّد الهباش أن المسجد الأقصى المبارك يتعرَّض لأشد الانتهاكات الإسرائيليَّة، لافتًا إلى أن ما تقوم به سلطات الاحتلال من حفريات حول الأقصى وبناء الكنس، والحدائق العامَّة ومشروعات في ساحة البراق، وتغيير في المعالم الدينيَّة والحضارية الإسلاميَّة، وإحاطتها بالحواجز، ومنع المصلين وطلاب العلم من الوصول للمسجد الأقصى، والاقتحامات اليومية التي بلغت خلال شهر مارس (37) اقتحام يتطلب وقفة جادة وسريعة. وفيما يتعلّق بالمحور الإستراتيجي الثاني، قال الهباش: إنه يجب إدخال العرب والمسلمين في معركة الدفاع عن القدس، فلا يجوز أن يبقى الفلسطينيون يتصدون لوحدهم للاحتلال، فمن هنا جاءت الدعوات إلى ضرورة مشاركة العرب والمسلمين ودعواتهم إلى ممارسة شعائرهم وواجبهم تجاه القدس ومقدساتها. وعن المحور الثالث، بيَّن الهباش أن القيادة والحكومة الفلسطينيَّة تعمل جاهدة من خلال العمل القانوني على صعيد المنظمات الدوليَّة ومنظمات الأممالمتحدة والمجتمع والقانون الدولي لحماية التراث الإنساني الإسلامي والمسيحي في القدس. وأشار إلى أنّه في هذا الإطار انتزعت فلسطين قرارات من منظمة اليونيسكو للاطِّلاع على أوضاع التراث الإنساني وتفقد أوضاعه في القدس، ولا سيما أنه يتعرّض لتخريب وتحريف وسرقة من جانب إسرائيل، لافتًا إلى أن هذه الخطوة تُعدُّ أحد الآثار الإيجابيَّة لانضمام فلسطين لليونيسكو. وتحدث الهباش عن الدور الأردني في حماية القدس والمقدسات، مؤكِّدًا على أنّه يتوافق مع الموقف الفلسطيني بضرورة تضافر الجهود العربيَّة والإسلاميَّة والدوليَّة، ولحشد الدعم اللازم للمسجد الأقصى في مواجهة الهجمات الإسرائيليَّة، والعمل الجاد على فضح الانتهاكات الإسرائيليَّة على كلّ المستويات وعلى ضرورة تكثيف شد الرحال إلى المسجد الأقصى لدعم وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني. وأغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح أمس الأول الاثنين بوابات المسجد الأقصى المبارك، وسط توتر شديد يسود المدينة المقدسة المُحتلَّة؛ كما أغلقت سلطات الاحتلال الضفة الغربية ابتداءً من الليلة قبل الماضية بحجة الأعياد اليهودية.. واعتقلت قوات الاحتلال شابين في محيط بوابتي الأسباط وحطة في القدس القديمة، بينما كانوا يردِّدون شعارات منها «أقصانا لا هيكلهم».. كما وأغلقت سلطات الاحتلال بوابات المسجد الأقصى، ومنعت من هم دون سن الخمسين من الرجال والنساء وموظفي الأوقاف من الدخول للمسجد منذ ساعات الفجر؛ وذلك تزامنًا مع دعوات منظمات يهودية متطرفة تطلق على نفسها «منظمات الهيكل المزعوم» لاقتحامات جماعية للمسجد الأقصى في اليوم الأول من «عيد الفصح العبري».. ويُعدُّ هذا العيد يوم «الإبكار» عند اليهود، وهو اليوم الذي يكون في ليلته بداية عيد الفصح التوراتي، وخلال هذا اليوم يجب تقديم قربان للرب، داخل «جبل الهيكل»، بحسب المزاعم اليهودية. من جهة أخرى أكَّد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح اللواء توفيق الطيراوي أنّه لن يكون هناك سلامٌ مع إسرائيل دون تحرير كافة الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال. وقال الطيراوي في كلمة له خلال احتفال نَظَّمته جامعة القدس بمدينة الخليل تكريماً للأسرى الفلسطينيين وفي ذكرى استشهاد القائد الفلسطيني «خليل الوزير- أبو جهاد»: «إن الاستمرار بالمفاوضات مع إسرائيل هو أمر غير مجدٍ فلسطينيًّا ولن يحقِّق لنا شيئًا وإسرائيل لا تريد أن تُعيد الحقوق الفلسطينيَّة وتستمر باعتقال الفلسطينيين يوميًا، وتتوسع بمشروعاتها الاستيطانية، وتُصادر الأراضي، و»مات حل الدولتين» ولن يكون هذا الخيار مطروحًا بعد اليوم، واستمرار إسرائيل في خرق كافة الاتفاقيات وتهديداتها المستمرة للقيادة الفلسطينيَّة يؤكِّد أن إسرائيل لا ترغب بالسَّلام، وفي ظلِّ هذا الوضع لا يوجد ولن يكون إلا خيار الدَّولة الواحدة، الدَّوْلة الفلسطينيَّة من بحرها إلى نهره، فلسطين التاريخية أرض آبائنا وأجدادنا، ولن يجرأ أيّ قائد فلسطيني على التنازل عن شبر واحد من فلسطين ولا عن ثوابتنا.