خرج كرنفال الاحتفال بتتويج نادي النصر بطلاً للدوري مثيراً ومبهجاً في كل شيء، وجسد الحضور الجماهيري المذهل من جاهير الشمس حقيقة أن الكرة السعودية لا زالت هي الأقوى والأكثر إثارة ولفتاً للأنظار. إن التفوق النصراوي وقوته الجماهيرية، أكدت للمرة الألف مقولة (حينما يكون السعوديون.. يخضر كل شيء ويرقص كل شيء.. وتعم البهجة المكان. وتمطر السماء). وبالتالي (وبصرف النظر عن المشهد النصراوي) فإن المملكة العربية السعودية هي الأمثل والأقدر دون سواها من دول الجوار على احتضان أي احتفالية عالمية كبرى أو تنظيم كرنفالي ما. فالحضور الجماهيري متوافر والإمكانات الإبداعية متاحة والنوايا الطيبة والنفوس المبهجة التي تعشق الفرح والاحتفال تنتشر في كل مكان. حصد العالمي البطولة الأغلى والأهم.. لأنه يستحقها بجدارة ويحق لأنصاره أن يفرحوا طويلاً وطويلاً. المكابرة كادت المكابرة والانفراد بالرأي في الإدارة النصراوية أن تشوه الاحتفال الكرنفالي وتجعل التتويج باهتاً.. حزيناً. فالرؤية الفنية لكارينو وخلفه الإدارة، استبعدت الحارس الأساسي عبدالله العنزي عقاباً له على خطئه في مباراة الشباب وزجَّت بقليل الخبرة الحارس البديل، واستبعدت الظهير الأيمن خالد الغامدي (عقاباً له) ووضعت شراحيلي مكانه، وزادت من تخبطاتها بالإصرار على عدم استبدال محمد نور الذي كان عبئاً حقيقياً على المجموعة أقول.. إن هذه المكابرة أو العقوبات لم يكن وقتها مباراة الاحتفال الكرنفالي. ولكم يا سادة أن تتخيلوا (وهو ما كان متوقعاً) لو أضاف فريق التعاون هدفاً ثانياً في أي لحظة عن طريق الجهة النصراوية اليمنى (الأكثر ضعفاً).. وترى: كيف سيكون حالة الفرح التي يترقبها النصراويون طوال الموسم وتخيلوا فريقاً مهزوماً ويتوج. المنطق العقلاني ) أن المنطق العقلاني (البعيد عن التعصب الأهوج) يقول إن الوضع الفني للفريق النصراوي لا زال متخبطاً، ولا زال يعاني بشدة في مواقع الوسط والظهير الأيمن والحراسة. وإذا كانت الظروف والحظوظ ابتسمت (لنا) في مناسبات عديدة فلا يجب أن نصدق أنفسنا وندعي الكمال. المشاركة في الآسيوية واستحقاقات الموسم المقبل تحتاج إلى فريق أكثر تنظيماً وتناغماً، وإلى جانب على قدر عال من المهارة يخلقون الفارق للمجموعة. - المشاركة الآسيوية والوصول للعالمية (مرة أخرى) تحتاج إلى لاعبين يحسنون الاختراق من العمق والتصويب واستثمار الركنيات والركلات المباشرة.. وليس الاعتماد على خطة واحدة طوال الموسم. - دعونا نبتعد عن المجاملة (قليلاً) ونودع بحب من جلب لنا الدوري هذا العام (من كبار السن) ونمنح الفرصة أكثر لإبراهيم وغالب وعمر هوساوي وجمعان الدوسري.. فهؤلاء هم أبناء الفريق الحقيقي للمستقبل. - اتركوا المدرب (كارينو) يرحل بسلام. فقد قدَّم ما لديه وليس بالإمكان أكثر مما كان. - اجلبوا مدرباً موهوباً يبحث عن تحقيق إنجاز ونجاح وابتعدوا عن السماسرة والمتهالكين الذي يكلفون خزانة النادي الملايين.. ثم يغادرون. الطابور الخامس وحمامات السلام بمجرد أن صدر القرار (المنطقي) بنقل مباراة التتويج إلى العاصمة الرياض، انتفض مجموعة من المحللين والكتاب من الذين لا ينتمون عاطفياً لأي ناد معين، معلنين الغضب والشجب وتحولوا إلى مدافعين ومحامين عن التعاون أحياناً.. وإلى مطالبين بتطبيق النظام في أوقات ما وإلى إشعال فتنة لماذا لم تعامل أندية أخرى في حالات مشابهة. وهؤلاء الذين ضجت بهم الفضائيات لا ناقة لهم ولا جمل، ولا يعني لهم المشهد النصراوي أو الهلالي.. شيئا، بقدر ما هم فتنة تتحرك هنا وهناك للعبث بالواقع الرياضي وصدَّ أي حمامة سلامة تنثر الحب. الكلمة أحياناً تكون كالرصاصة القاتلة، التي إذا خرجت لا تعود وهؤلاء الذين لا ينتمون للهلال ولا للنصر ولا للاتحاد ولا شاغل لهم إلا العبث وتشويه الواقع الرياضي. هوامش صفراء - أحسن النصراويون بامتياز في تسويق لناديهم قبل وخلال الاحتفال الكرنفالي. وهذا نجاح يحسب لإدارة النادي التي تستغل المناسبات في الترويج لناديها ونشر الثقافة النصراوية في المجتمع. - أفسد حكم اللقاء الكرنفالي جمالية المباراة بعدم احتسابه لركلتي جزاء صريحتين للنصر، وهو ما يقودنا مرة أخرى للتساؤل حول آلية اختار الحكام وخاصة في اللقاءات النهائية التي تحظى بمتابعة جماهيرية. - الجيزاوي وربيع سفياني اسمان كبيران لم يحظيا حتى الآن بثقة الإدارة الفنية بنادي النصر. إذا كان مقرراً أن يتم وضعهما في الاحتياط، فلماذا تم التعاقد أساساً.