إن التحصيل العلمي مطلب يبحث عنه الإنسان في جميع أنحاء المعمورة والإسلام أولى العلم والقراءة اهتماماً بالغاً فنبي هذه الأمة محمد صلى الله عليه وسلم عاش مع الوحي خصوصية غير مسبوقة مع الرسل كافة حينما خاطبه الله عز وجل في آية قرآنية وردت في سورة العلق {اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} هذه الآية كانت في بداية تنزل الوحي عليه صلى الله عليه وسلم والتي فيما بعد توالى نزول الوحي تباعاً ولا تخلو سورة من القرآن إلا وبها بعض الآيات التي لها علاقة بالعلم ودوره في الارتقاء بحياة الأمة كذلك السنة النبوية المطهرة التي تفاعلت مع معطيات القرآن الكريم العلمية البعض منها مرتبط بأحاديث قدسية والأخرى بأحاديث نبوية هذا التوجيه الرباني من خلال نبي هذه الأمة هو الذي أسس للعلم والحث عليه طيلة حياة هذه الأمة والذي تنوعت مصادره بدءاً من حلقات العلم والذكر التي تقام في الحرمين الشريفين والمساجد ومن ثم تطورت إلى الكتاتيب التي يقوم بها العلماء أيام التعليم التقليدي وبعد ذلك تطورت أماكن العلم في التعليم العام والعالي وأصبح طلابه في كثرة وجدت الكثير من الفلسفات التي تعزز قيمة العلم والتحفيز له فالأطروحات العلمية المتمثلة في درجتي الماجستير والدكتوراه حفزت الكثير من الباحثين إلى التحصيل العلمي لعدة اعتبارات علمية ومادية وهذا بلا شك أفاد البحث العلمي ولكن للأسف الشديد البعض من هؤلاء الذين وفقهم الله في نيل هذه الدرجات العلمية ولاسيما حملة الدكتوراه جعلوها برستيجاً وأفرغوها من قيمتها العلمية فأهم شي عندهم حرف (د) فتجده عندما يتحدث عن نفسه يقول معك الدكتور فلان وعندما يكتب خطاباً يذيله بكلمة دكتور كذلك البعض منهم عندما تتحدث إليهم بدون استخدام اللقب يأخذها في نفسه وهذا غير وارد عند بعض من الأكاديميين والقياديين الذين يحملون شهادة الدكتوراه وأذكر بهذه المناسبة معالي الدكتور غازي القصيبي رحمه الله الذي لا يعير لهذا اللقب أي اهتمام بجميع خطاباته فتجدها تحمل اسم غازي بن عبدالرحمن القصيبي بدون كلمة دكتور كذلك ألاحظ ذلك عند الكتاب في دول المغرب العربي لا يعطون لذلك اهتماماً فلهذا أقول لهؤلاء الدكاترة الذين لديهم هذه الرهصة أن يتخلوا عنها حتى لا يقعوا في مركب النقص الذي يهز شخصيتهم فأنتم تتعاملون مع متخصصين وأكاديميين ومثقفين مدركين لدرجاتكم اعلمية وتحصيلكم العلمي. والله من وراء القصد ...