وصل رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف أمس الاثنين إلى القرم في زيارة مخصصة للتنمية الاجتماعية-الاقتصادية في شبه الجزيرة الواقعة جنوبأوكرانيا ليصبح أول مسؤول روسي يزور المنطقة منذ إلحاقها باتحاد روسيا. ويرافق مدفيديف الذي وصل إلى سيمفروبول عاصمة القرم وفد من أعضاء الحكومة الروسية بينهم النائب الأول لرئيس الوزراء ايغو شوفالوف. وبعد أن قام بزيارة مستشفى ومدرسة، انضم إلى وفد الوزراء الروس لاجتماع مخصص «للتنمية الاجتماعية والاقتصادية للقرم ومدينة سيباستوبول» وحضره أيضا رئيس وزراء جمهورية القرم سيرغي اكسيونوف ورئيس الجمعية الوطنية المحلية فولوديمير كونستانتينوف. وقال مدفيديف خلال الاجتماع: إنه بعد إلحاق شبه الجزيرة بروسيا «يجب ألا يخسر أي فرد من القرم أي شيء كان، كل شخص يجب أن يكسب». وأضاف «يجب أن يشعر سكان القرم أنهم قسم من دولة قوية». ثم عدد المهام المحددة للحكومة لضم شبه الجزيرة إلى روسيا لاسيما في مجال المخصصات الاجتماعية مثل رفع رواتب التقاعد ورواتب الموظفين الرسميين والعسكريين لتصل إلى المستوى الروسي وكذلك في القطاع الصحي. وتطرق أيضا إلى الحلول التي يجري التفكير بها لحل مشاكل التزود بالطاقة والمياه في القرم التي تعتمد بشكل كبير على إمدادات من أوكرانيا. وقال أيضا أن القرم ستتحول إلى «منطقة اقتصادية خاصة» مع إعفاءات من الضرائب لاجتذاب الاستثمارات. وسيزور مدفيديف أيضا سيباستوبول حيث مقر أسطول البحر الأسود كما أفادت وكالة ريا نوفوستي للأنباء. وهي أول زيارة رفيعة المستوى يقوم بها مسؤول في الحكومة الروسية للقرم بعد ضمها إلى روسيا. وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الحليف المقرب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين زار القرم الأسبوع الماضي لتفقد القوات والمنشآت العسكرية. ولم يقم الرئيس الروسي بعد بزيارة القرم منذ ضمها. من جهة أخرى أعلن مسؤول في وزارة الدفاع الأوكرانية لوكالة فرانس برس أمس الاثنين إن القوات الروسية بدأت انسحابا تدريجيا من الحدود الأوكرانية لكن بدون تحديد عددها. وقال المتحدث باسم هيئة أركان وزارة الدفاع الأوكرانية اوليكسي دميتراشكيفسكي في مقابلة عبر الهاتف «في الأيام الأخيرة، انسحبت القوات الروسية تدريجيا من الحدود». وأوضح المتحدث أن ليس بوسعه تحديد عدد الجنود الذين شملتهم عملية الانسحاب أو عدد القوات التي لا تزال منتشرة على الحدود بين الدولتين. وقدر مسؤولون أوروبيون وأميركيون خلال اليومين الماضيين أن عدد القوات الروسية التي انتشرت في خطوة مفاجأة في المنطقة الحدودية راوح ما بين 30 و40 ألف جندي. إلا أن المحلل ديمترو تيمشوك من مركز كييف للدراسات العسكرية والسياسية نقل الاثنين عن مصادر أنه لم يبقَ على الحدود بحلول صباح أمس الاثنين سوى 10 آلاف جندي روسي. وأكد المتحدث الأوكراني أن موسكو لم تبلغ كييف رسميا بالانسحاب ولذلك فإن أوكرانيا لا تعلم السبب الفعلي لخطوة نقل القوات. وأشار دميتراشكيفسكي إلى أن ذلك «قد يكون بمثابة تغيير عادي في مناوبة الجنود، أو أنه على صلة بالمحادثات الروسية - الأميركية». وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري التقى الأحد في باريس نظيره الروسي سيرغي لافروف من دون أن يتوصلا إلى أي اختراق في الأزمة الأوكرانية، ولكنهما اتفقا على استئناف المحادثات في وقت قريب. من جهة أخرى أكد الاتحاد الأوروبي أمس دعمه لكافة الجهود المبذولة حاليًا وبما فيها جهود وزير الخارجية الأمريكي جون كيري والروسي سيرغي لافروف لإحداث انفراج بين روسياوأوكرانيا . وقالت المتحدثة باسم قسم العمل الخارجي الأوروبي مايا كوسيانسيك إن الممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية كآثرين أشتون على اتصال بكافة الأطراف المعنية بالأزمة في أوكرانيا وستجتمع الأسبوع الجاري في بروكسل مع وزير الخارجية الأمريكي ومع وزير خارجية أوكرانيا . وبينت أن الاتحاد الأوروبي يرى أن أي حل للأزمة الأوكرانية يجب أن يستند لعناصر ثلاثة هي ضرورة إقامة اتصال مباشر بين أوكرانياوروسيا وثانيا احترام السيادة الترابية لأوكرانيا وثالثا أن يندرج أي حل ضمن التمسك بالقانون الدولي . ورفضت المتحدثة التعليق على إعلان ألمانيا تأييدها لخطة إرساء نظام فيدرالي في أوكرانيا كأحد حلول الأزمة.