إن تعيين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن ولياً لولي العهد يؤكد الحنكة الثاقبة التي يتمتع بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي يؤكد لأبناء شعبه أن الأسرة المالكة الكريمة بخير وأنها ملتفة ومتماسكة حول نظام الحكم وأن هيئة البيعة هي مرجعية لأي قرار يتخذ في نظام الحكم فموافقتها بالأكثرية على رؤية الملك عبدالله وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلمان في تعيين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن ولياً لولي العهد لما يملكه من مهارات التأهيل والقيادة التي مارسها في الخدمة العسكرية والإدارية ولا سيما في توليه إمارة منطقة حائل لأكثر من عشرين سنة كذلك المدينةالمنورة التي مكث فيها بعض الوقت وعمل الكثير من الإنجازات في هاتين الإمارتين وكان قريباً من أبنائه المواطنين، أبوابه مفتوحة ملبياً لطلباتهم وهمومهم، التواضع حاضراً في تعاملاته، حريص على القضاء على الفساد، لم يستغل منصبه لتحقيق مكاسب مادية أيضاً تقلده لمنصب مدير عام الاستخبارات العامة الذي أسهم في تطويره باعتباره أهم جهاز يسهم في المحافظة على أمن المملكة وسط هذه الإنجازات يعتبر ما قدم لوطنه واجب تقتضيه المصلحة العامة والأمانة التي تحملها في المناصب التي تقلدها وهذه تعتبر إنجازات ثمنتها له القيادة الرشيدة التي تبحث عمن يخدم الوطن بكل جد وإخلاص كذلك أعطى رسالة للمواطن أن القيادة في هذه المملكة حريصة على وحدة المملكة وأن أبناء الملك عبدالعزيز طيلة مشوارهم في تقلد دفة الحكم في هذه البلاد مستشعرين لما بناه ورسخه المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه في أن تكون القيادة لمن يستحقها من أبنائه بعيداً عن الصراعات والفرقة وأن الإيثار ومصلحة الوطن مقدمة على أي اعتبارات أخرى أيضاً من الأمور التي تغلب عليها الشفافية والوضوح في هذا التعيين عندما تم التطرق إلى هيئة البيعة ورأى الأكثرية فيها واحترام وجهة من تحفظ على ذلك وهذا يؤكد البعد القيادي والسياسي لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين الذين يستشرفون المستقبل الواعد للمملكة الذي يتطلب التعامل بكل احترافية مع مقومات السياسة والقيادة والأجهزة التشريعية التي تنظم عملها فهيئة البيعة لم تنشأ من فراغ وإنما هي ملتقى وسقيفة تأصلت فيها قيم وثوابت هذه الأمة التي تدعو إلى الاعتصام بحبله المتين وعدم الفرقة والتنافر، وهذا رد قوي على المرجفين والحاقدين على هذا الوطن الذين يدعونن فراغاً سياسياً سوف تشهده المملكة في السنوات المقبلة لأنهم لا يريدون الخير لهذه البلاد الطاهرة التي صمدت مئات السنين بتوفيق الله؛ لأن الله عز وجل ينصر ويعين من يسير في مرضاته وتحكيم شريعته ويحفظ للحرمين الشريفين قدسيتها ويحقق لمرتاديها الأمن والطمأنينة وهذا ما تحقق على أرض الواقع ولمسه المسلمون في أصقاع الدنيا مما جعل اسم المملكة العربية السعودية يرتبط بالحرمين الشريفين وقيادتها الرشيدة التي أدت الأمانة والاستخلاف في أعلى درجاته متوجاً بالعقيدة الصافية التي ترسخ ديننا الإسلامي في وسطيته وتسامحه سائلاً الله أن يحفظ لهذه البلاد أمنها ورخاءها واستقرارها في ظل هذه القيادة الرشيدة.