خرج النصر في مباراته بالجولة الماضية أمام الشباب بنقطة ثمينة كانت كفيلة بضمانه تحقيق لقب دوري عبداللطيف جميل للمحترفين لهذا العام. إن تحقيق النصر لبطولة الدوري هذا الموسم جاءت مستحقة نظير المستويات الثابتة والمتميزة التي قدمها في مجمل مبارياته, ونستطيع القول أنه موسم «استثنائي» للنصر بتحقيقه بطولة كأس سمو ولي العهد وبطولة الدوري التي غاب عنها لسنوات، حيث إنه حقق الدوري قبل 20 عاماً وبالتحديد في موسم 1415 ه وعاد وحققه هذا العام. إن غياب النصر عن تحقيق بطولة الدوري طوال تلك الفترة وغيابه عن منصات التتويج لسنوات تسبب في غياب جماهيره وعزوفها عن حضور مبارياته ومساندته حتى أصبحت «يائسة» من الفريق وفي كل موسم تطمع بأن يحقق فريقها مستوى متقدماً في سلم ترتيب الدوري وكان النصر طوال تلك المواسم يحقق المراكز ما بين الثالث حتى السابع وقبل سبع مواسم كاد أن يهبط لمصاف أندية دوري الدرجة الأولى لكنه تعادل مع فريق الخليج قبل نهاية الدوري بمباراة ليبقى في الدوري الممتاز. أما في هذا الموسم فعاد النصر لسكة البطولات وكأنه ولد من جديد وعادت الجماهير لمساندة الفريق, ويحسب لإدارة النصر عملها الجيد الذي قامت به منذ انطلاقة الموسم بالإبقاء على مدرب الفريق والتعاقدات الجديدة مع اللاعبين سواء محليين أو أجانب والذين عملوا الفارق وقدموا مستويات أسهمت في نجاح الفريق. إن عودة النصر للمنافسة على البطولات هي «عودة» رياضتنا بعودة التنافس بين «الهلال والنصر» والذي ذكرنا بالزمن الجميل للمنافسة في «ديربي العاصمة» بعدما كان الهلال مسيطراً تماماً عليه وعلى البطولات طوال السنوات الماضية. كما أن عودة النصر أسهمت في ظهور عدد من الإعلاميين الذين يدعون انتمائهم للنصر ويدافعون عنه في كل صغيرة وكبيرة وكأنهم يعيشون داخل البيت النصراوي. مجمل القول: إن عودة النصر بمثابة عودة الحياة للنصراويين وغيرهم وأصبحت عودته حديث الجميع سواء محلياً أو حتى خليجياً وعربياً, في الموسم الماضي حقق فريق الفتح بطولة الدوري لأول مرة في تاريخه ولم تحدث تلك الضجة التي حدثت للنصر هذا الموسم. نعم النصر قدم مستوى متميزاً هذا الموسم لكنه استفاد وبشكل كبير من الأخطاء التحكيمية «الكارثية» للحكام في عدد من المباريات الهامة وحقق أكثر من «10» نقاط بغير وجه حق, والغريب في الأمر أن لجنة الحكام تعترف بوجود الأخطاء ولا تحاسب الحكم وتتكرر الأخطاء في المباريات التي تليها !! وكأن لسان حالها يقول: «شئتم أم أبيتم النصر سيحقق الدوري». النصر بمستواه «الجيد» هذا الموسم غني تماماً عن التدخلات الخارجية وبمستواه هذا يستطيع أن يحقق بطولة أو بطولتين على أقل تقدير لكن التدخلات زادت من حظوظه وجعلته يضمن تحقيق بطولة الدوري قبل نهايته. انتهت منافسات بطولة الدوري لهذا الموسم وحقق النصر البطولة, وإذا كان النصر يرى نفسه بطلاً فاليستمر على هذه المستويات ويظل بطلاً لمواسم قادمة وأن لا يحدث له كما حدث لفريق الفتح الذي حقق بطولة الدوري في الموسم الماضي وعاد هذا الموسم بمستوى أقل ليهدد بالهبوط, لأنه من السهل الوصول إلي القمة ولكن من الصعب المحافظه عليها. ختاماً.. ظهر رئيس النصر سمو الأمير فيصل بن تركي بعد مباراته أمام الشباب على شاشة القناة الرياضية وهو منفعل تماماً، وأدلى بحديث مثير للجدل وأخطأ بحق فريقي النهضة والهلال وشكك في أحقية فوز الهلال ووصف المباراة « بالفيلم الهندي»، في مباراة لا تعنيه تماماً كونه ضمن تحقيق الدوري, وقد لاقى حديثه استغراب الجميع وانتقاد عدد من الإعلاميين، حيث استغرب البعض أن يصدر هذا الحديث من سموه.