أشار أمير منطقة الجوف الأمير فهد بن بدر بن عبد العزيز، أثناء حديثه لنا: وزير الصحة د. عبد الله الربيعة ووفد الوزارة والإعلاميين المشاركين في افتتاح المنشآت الطبية في الجوف، إلى أن منطقة الجوف تحتاج إلى المزيد من المشروعات بصفتها ضمن مناطق الأطراف. ولقد لفتت انتباهي في حديث أمير المنطقة تكرار عبارة مناطق الأطراف، وان كانت حقيقة جغرافية لكن الجوف تاريخيا كان مختلفا لأنه يعتبر العمق الاستراتيجي للجزيرة العربية بالنسبة لدويلات الجنوب وأيضا العمق والملاذ الآمن لدويلات الشمال وخارجها لأنه في جوف النفود الكبير وفي (حنايا) رمال النفود التي كانت تحرسه بعد عناية الله. الأمير فهد بن بدر جاء للجوف بعد عقود من الزمن من الطفرة التنموية الأولى 95ه - 1405ه / 75 - 1985م التي استمرت (10) سنوات، وركزت على الإسكان والاقتصاد المحلي وخلال السنوات العشر من الطفرة الأولى لم تستفد مناطق (الأطراف) في الحد الشمالي كثيرا من التنمية الاقتصادية والحضارية: الحدود الشمالية، الجوف، تبوك، حائل. حتى أن بعض مدن الشمال لا تعلم عن الطفرة ولم ترتبط بها بأي ذكرى من حيث الخدمات، وهذا يعود للتخطيط وللطفرة التي فاجأت المملكة بعوائدها النفطية الضخمة وسرعة انتشارها في المدن الكبيرة: الرياض، مكةالمكرمة، المدينةالمنورة، جدة، الدمام, بريدة, أبها. حيث كانت المدن الكبيرة جاهزة لاستثمار الطفرة الاقتصادية أكثر من غيرها. في الطفرة التنموية الثانية التي تولى زمامها الملك عبد الله - حفظه الله - كانت شاملة بدأت إرهاصاتها عام 1423ه / 2003م وانطلقت في 1425ه / 2005م وحتى الآن طفرة شاملة ركزت على قطاع الخدمات: المدن الجامعية، الطبية، الاقتصادية، الصناعية، الطرق، المطارات، المؤسسات الاقتصادية. حينها تنبهت لها إمارات مناطق (الأطراف) ومنها منطقة الجوف التي بذل الأمير فهد بن بدر، كما فهمنا فيما بعد من الأحاديث الجانبية بين قيادات وزارة الصحة ومسؤولي المنطقة، بذل جهداً كبيراً، حيث توافقت رغبات الملك عبد الله - حفظه الله - وعزيمته بالله أن تكون التنمية شاملة وتكون العدالة متوازنة بين المناطق, يعطى الاهتمام في التوزيع الجغرافي، فالخدمات تقدم للمواطن أين كان موقعه من جغرافية المملكة. جهود أمير المنطقة في منحه مساحات الأراضي التي تحتاجها المشروعات وتسهيل إجراءات الأعمال الميدانية. استراتيجية وزارة الصحة في توزيع الخدمات الصحية وتوزيعها (الجهوي) حيث قسمت المملكة خمس جهات خدمية الجوف قاعدة الشمال. هذه الأمور الثلاث رغبة الملك في خدمات عادلة على المناطق، وإيجابية أمير الجوف في فتح مساحات الأراضي أمام المدن الطبية والجامعية, والمنهجية العلمية والمهنية التي عمل بها وزير الصحة د. عبد الله الربيعة, أوجدت طفرة اقتصادية إضافية في الحد الشمالي ستغير - بإذن الله - من واقع الجوف من مدينة طرفية نائية إلى مركز للعلاج وجذب للتوطين يجعل من الجوف مدينة إشعاعية تنطلق منها الحياة الحضارية والاقتصادية.