قُتل قائد قوات الدفاع الوطني في اللاذقية هلال الأسد، أحد أقارب الرئيس السوري بشار الأسد، في المعارك التي تدور في ريف اللاذقية في شمال غرب البلاد، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. واكد الإعلام الرسمي السوري مساء أمس الأحد نبأ مقتل الأسد خلال الاشتباكات العنيفة التي تدور في مدينة كسب الحدودية مع تركيا. وقال المرصد في بريد إلكتروني «قتل هلال الأسد، قائد قوات الدفاع الوطني، وما لا يقل عن سبعة عناصر كانوا برفقته، خلال اشتباكات مع جبهة النصرة والكتائب الإسلامية المقاتلة في مدينة كسب». واشار المرصد إلى أن هلال الأسد تربطه صلة قربى بالرئيس بشار الأسد، إلا أنه ليس أحد أبناء العم المباشرين. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) من جهتها عن «استشهاد قائد الدفاع الوطني في اللاذقية هلال الأسد خلال اشتباكات كسب قبل قليل». ومنذ الجمعة، يحاول مقاتلو المعارضة السيطرة على معبر كسب الحدودي في ريف اللاذقية الشمالي، وتقدموا في مبان ونقاط عسكرية، بينما استعاد نظام الرئيس بشار الأسد الأحد بعض النقاط بينها تلة استراتيجية. وأعلنت دمشق الأحد أن تركيا أسقطت طائرة حربية تابعة لها في ريف اللاذقية حيث تدور المعارك، متهمة أنقرة بتنفيذ «اعتداء سافر». وأطلقت «جبهة النصرة» و«حركة شام الإسلام» و«كتائب أنصار الشام» قبل أيام «معركة الأنفال» في الساحل. وانضمت كتائب غير إسلامية إلى القتال. وتعد محافظة اللاذقية الساحلية، أحد ابرز معاقل النظام. وبقيت المحافظة هادئة نسبيا منذ اندلاع النزاع منتصف آذار - مارس 2011، إلا أن المسلحين المناهضين للنظام يتحصنون في بعض اريافها الجبلية. وأنشأ النظام السوري نهاية العام 2012، قوى عسكرية موازية للجيش مؤلفة من مدنيين مسلحين لمساعدة قوات النظام على خوض حرب الشوارع على الأرض ضد المجموعات المقاتلة المعارضة. وتعرف هذه التشكيلات باسم «جيش الدفاع الوطني» أو «قوات الدفاع الوطني». وتضم اللجان الشعبية الموالية للنظام التي نشأت مع تطور النزاع إلى العسكرة بهدف حماية الأحياء من هجمات المقاتلين المعارضين، إنما مع توسيعها وفي ظل هيكلية جديدة وتدريب أفضل. إلى ذلك أسقطت الدفاعات الجوية التركية أمس الأحد طائرة حربية سورية كانت تشارك في المعارك ضد مقاتلي المعارضة الذين يحاولون السيطرة على معبر حدودي في ريف اللاذقية. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن «استهدفت المضادات التركية طائرة حربية سورية أثناء قصفها مناطق في ريف اللاذقية الشمالي»، مشيرًا إلى أن «النيران شوهدت تندلع في الطائرة الحربية قبل سقوطها داخل الأراضي السورية». وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في مؤتمر حاشد لأنصاره في شمال غرب تركيا قبل الانتخابات المحلية المقررة في 30 مارس «انتهكت طائرة سورية مجالنا الجوي. طائراتنا من طراز إف 16 أقلعت وأسقطت هذه الطائرة. لماذا؟ لأنك إذا اخترقت مجالي الجوي فإن صفعتنا بعد ذلك ستكون قاسية.» وذكرت هيئة الأركان التركية أن أحد مراكز المراقبة الجوية التابعة لها رصد طائرتين سوريتين من طراز ميج - 23 حوالي الساعة الواحدة ظهرا (1100 بتوقيت جرينتش) وأرسل لهما أربعة تحذيرات بعد أن اقتربتا من الحدود التركية. وأضافت أن إحدى الطائرتين دخلت المجال الجوي التركي فوق مدينة يايلاداجي شرقي معبر كسب الحدودي. وأطلقت مقاتلة تركية من طراز إف - 16 صاروخا على الطائرة السورية مما أدى إلى تحطمها على مسافة نحو 1200 متر داخل الأراضي السورية.