حين كان الشعر سيد المجالس وحادي العيس.. والذواكر نظيفة وخالية من التشويش وغير قابلة للمسح.. حينها كانت (صح لسانك) هي المكافأة المعنوية الأفضل والأوحد لكل شاعر يعطّر الأسماع بقصيدة فاضت بها قريحته.. كما كان لسان الخروف يمنح للشاعر في جل الولائم!. حينها كانت (صح لسانك) صادقة ومعبأة بالإعجاب والعواطف الجياشة وكانت تُكسب الشاعر الكثير من الزهو وتؤكد لديه الثقة في نفسه وموهبته.. وقتها كان الشاعر بمثابة وزير إعلام والمتحدث العاطفي باسم المنطقة أو المدينة أو القبيلة. الآن، نقرأ الشعر أكثر مما نسمعه ونكتبه في (الكيبورد) غالباً وفي القلم أحياناً أكثر مما نلقيه وما زالت (صح لسانك) هي الأساس في كل من يرد على قصيدتك أو أبياتك، وكأنها من أهم فروض الرد على الشاعر!. أظن أن هناك عدداً من الزملاء أشار لهذا الأمر، لكن (صح لسانك) ما زالت صامدة أمام كل الحلول والمقترحات ربما لأنها الأسهل، وربما لأنها العادة ونحن إذا اعتدنا شيئاً من الصعب أن نتخلص منه. (صح قلبك - صح فكرك - صح إحساسك) وغيرها من العبارات تتفوق على ذائعة الصيت (صح لسانك) وتواكب الشعر المكتوب، بل وحتى المسموع والعبارات السابقة أكثر نداءة وأجمل تعبيراً من صح لسانك، فهل تحل مكانها؟.. أتمنى ذلك ولا أتوقعه!. خطوة أخيرة: ل(ردة السفياني) صمتك ظلال الغيم.. لمع البرق.. هتان الغمام بوحك عصافيرٍ عطت للضي غي السنبله