بكل اعتزاز تلقيت دعوة من مؤسسة الشارقة للفنون، لحضور لقاء مارس لهذا العام في دورته السابعة، الدعوة لم تكن الأولى لهذا اللقاء أو لحضور بينالي الشارقة وعلى مدى سنوات عدة، لم أتلقّ مثيلا لها في محيطي القريب، مع ما يتم فيه من أنشطة وفعاليات تستحق الحضور، ليس قصوراً في من يقوم عليها لكنه بعد النظر لدى الآخرين الذين يعون ويقدرون ويهمهم الحضور الإعلامي العالمي والعربي والخليجي الذي يجد من المسؤولين في الشارقة كل احترام وتقدير ومن ذلك الإعلام التشكيلي وأقلامه الذي تعد جريدة الجزيرة رائدة فيه.. لقد تابعت بشكل مباشر فعاليات (لقاء مارس) منذ انطلاقته وعلى مدى دوراته السبع حضوراً شخصياً وتواصلاً مع المسؤولين عنه حيث منحتني تلك المتابعة معرفة حركة مؤشر تطور دوراته الذي أسست لهدف فهم منتج بينالي الشارقة وتقييمه وتقديم الحلول لمستقبله، وبما اشتمل عليه لقاء مارس من الأطروحات والدراسات والبحوث البعيدة المدى حققت الكثير من النجاح لخطوات البينالي. تخطيط سليم.. وبعد نظر واستشراف للمستقبل، واستباق للحلول قبل الأخطاء، يجمع في هذا اللقاء مفكرون وأصحاب تجارب كبيرة، من مخضرمين لهم باع طويل في هذا المجال ونخب من الشباب المعاصر والمجدد ما يضمن الطريق الآمن للبينالي، ويرسم مستقبلا طويل الأمد ويفتح آفاقا جديدة للتطوير، اعتماداً على مراجعة كل دورة وبحث سبل إضافة الجديد في ما بعدها. فعالية لقاء مارس تجربة ناجحة، تفتقر لها الكثير من المؤسسات ذات العلاقة بالفنون البصرية في محيطنا المحلي، التي تدور حول نفسها دون حراك لوجود الخوف من أي تحرك نحو ابتداع وإحداث التغيير وجمع الآراء ومزج الخبرات السابقة بآراء الأجيال الجديدة، والاستفادة من أصحاب التجارب المماثلة ومن مختلف البيئات التي تمثلها الدول, القريبة والمماثلة في الثقافة أو من ثقافات أخرى، يمكن أخذ المناسب من تجاربها وإضافتها على ما تم من تجارب محلية. ما يحدث في الشارقة وعلى مدار العام من أنشطة وفعاليات ثقافية عالية لمستوى ومحققة للأهداف، أكدت بها الشارقة استمرارية وهجها الثقافي، وبأنها بالفعل عاصمة الثقافة العربية الثابتة والواثقة الخطى، حيث لا يمر شهر إلا وأقرأ خبرا عن فعالية على مستوى عالمي، متعددة تغطي كل روافد ومجالات الثقافة.. معرض للكتاب، أو مهرجان للفنون الإسلامية.. ومسابقة للخط العربي وأخرى للتصوير الفوتوغرافي، والعروض الحركية إضافة للحدث الأبرز بالنسبة للفنون البصرية المتمثل في بينالي الشارقة.. تلك الفعاليات لا يتوقف المشاركون فيها على من بالشارقة أو ببقية إمارات دولة الإمارات بل تمتد إلى كل دول العالم ومن بينها المبدعون في المملكة ما أضاف لهم الكثير من الخبرات. يبقى أن أقول إن الحديث عن تجربة حكومة الشارقة في دعم الثقافة والفنون لا تكفيها هذه المساحة بل تستحق توثيقا بكل السبل المتاحة في هذا العصر.