في الوقت الذي تتكاتف فيه العديد من الجهات الحكوميَّة لمطاردة سماسرة الشهادات الوهمية، تبقى الرئاسة العامَّة لرعاية الشباب والاتحاد السعودي للكرة قبلة يتجه إليها الدكاترة الوهميون ليحصلوا على مناصب عليا؟؟!! خلال الأربع السنوات الماضية بالسعوديَّة اقفلت الجهات الرسمية 310 مكاتب تروّج شهادات من جامعات أجنبية غير معترف فيها، ولقد تَمَّ إحالة القائمين عليها لجهات الاختصاص لمعاقبتهم قانونيًا. عضو مجلس الشورى الدكتور موافق بن فواز الرويلي كشف عن أكثر من 7 آلاف شخص يحملون الشهادات الوهمية في المملكة بين هؤلاء مسؤولون في القطاع الرياضي؟؟!!. لخطورة هذه الشهادات على كفاءة الأداء صوت 106 أعضاء بمجلس الشورى ضد حملة الشهادات الوهمية مع إقرار توصية بإنشاء مركز وطني لمعادلة وتوثيق الشهادات العليا. الصحيفة الأمريكية سبوكسمان ريفيو Spokesman-Review نشرت قائمة بأسماء عشرة آلاف شخص وضعتهم وزارة العدل الأمريكية في قائمتها السوداء نظرًا لشرائهم شهادات دراسية مزوَّرة من متجر للشهادات في العاصمة واشنطن، بلغ عدد السعوديين منهم 69 شخصًا!!. ضمن قائمة الحاصلين على الشهادات الوهمية رئيس لجنة (...) بالاتحاد السعودي الدكتور (...) حاصل على دكتوارة وهمية تخصص قانون من الجامعة الأمريكية بلندن. نفس القائمة التي سُمِّيت في مواقع التواصل الاجتماعي «هلكوني» يظهر اسم الدكتور (...) رئيس اللجنة (...) في الاتحاد السعودي لكرة القدم سابقًا درجة الدكتوراه في قانون الأعمال من جامعة (...) الوهمية. حتى الرئاسة العامَّة لرعاية الشباب لا تختلف عن اتحاد كرة القدم باحتضان أصحاب الشهادات الوهمية لتمنحهم مناصب عليا، الدكتور (...) حاصل في عام 2009م على دكتوراه وهمية من جامعة كولومبوس الأمريكية. ولقد شملت القائمة الدكتور (...) أمين عام الاتحاد السعودي (...) حاصل على دكتوراة وهمية من الجامعة الأمريكية بلندن. كيف نريد رياضتنا أن تتطوّر ونحن نحتضن «الوهميين»؟؟!!. هنا أسأل: الأمير نواف بن فيصل وأحمد عيد، ماذا يعني لكما أن يُشْغَل منصب رياضي مهم بشخص تطوف حوله شبهة في شهادته؟؟!!. إنها جريمة في حق العلم والجريمة الكبرى أن تكون الرئاسة العامَّة لرعاية الشباب والاتحاد السعودي لكرة القدم هما من يشجع أصحاب الشهادات الوهمية بمنحهم أعلى المناصب!!. لا يبقى إلا أن أقول: ما أنا إلا مُجرَّد ناقل لقائمة كشفها عضو في مجلس الشورى ولا أملك حق تأكيدها أو نفيها، لكن صمت المعنيين والجهة التي وظفتهم يبعث الشك في أجسادنا أنهَّم «وهميون»!!. الطّبيب الوهمي يقتل المريض بتشخيصه الخاطئ، وجسد رياضة الوطن يعاني من سنوات وتتدهور حالته الصحيَّة على يد «الوهميين» ومن يدعمهم!!. يا عزيزي حتَّى وكيلك «وهمي» ماذا بقي؟؟!!. لا غرابة أن لجنة الانضباط تعبث بقراراتها فهي تدرك أن هناك لجانًا رأسها «وهمي»!!. ** هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصحيفتنا «الجزيرة» كل أربعاء وأنت كما أنت جميل بروحك وشكرًا لك.