(كل من أيده اله).. هذا المثل أقرب للواقع الذي نعيشه في وسطنا الرياضي خاصة على مستوى (عدد البطولات).. فبعض الأندية أصبحت تتزايد بطولاتها بشكل أغرب من الغريب.. قبل سنوات قليلة كان لها رصيد تتغنى به ، وقبل سنتين زاد بشكل مفاجئ ، واليوم أصبح تتغنى بما لا يصدقه عاقل!! أندية عدة... وليس ناديا واحدا زادت من رصيدها البطولات دون أن نعلم كيف جاءت البطولة، بل بعض الأندية كانت تعيش في سبات عميق وغابت عن البطولات عقود ولكن فوجئنا بأن رصيدها البطولاتي يرتفع!! (الجزيرة) اليوم تناقش مع عدد من المختصين هذه القضية التي شغلت المتابعين، فالبداية كنت مع الزميل المخضرم الاستاذ تركي الناصر السديري والذي أكد أن هواة وممارسي العبث بسجل التاريخ ومخمخته وفقا لأهوائهم ورغباتهم هم أعداء التاريخ الرياضي والمصداقية، وقال: «هؤلاء حينما فشلوا في تطريز سجلهم البطولي من خلال الملعب والمنافسة النقيبة بدأوا يبتكرون ويخترعون ويتوهمون بطولات زعموا أنها حقيقية وهم يغشون بها جمهورهم وحده، مستغلين بذلك ضعف الذاكرة والمعرفة بالسجل التنافسي الرياضي، ولعل الوحيد الذي يمارس مثل هذه التضليلية وهذه الاختراعات والابتكارات والوهم البطولاتي هو نادي النصر، حيث ابتكر بطولات ظن أنها إنجازات كبطولات (الدورات الرمضانية) وما أدراك ما هذه البطولات، ولكن هذه البطولات لا يمكن أن تحتسب على مستوى الإنجازات والبطولات الرسمية التي لا بد أن تقام تحت مظلة اتحاد الكرة، وهي البطولات المتعارف عليها على مستوى العالم مثل بطولة الدوري وبطولة الكأس». وأضاف: «دائماً البطولة الرسمية هي من تمتلك صفتين، الأولى/ أن تكون بطولة متاح التنافس عليها لجميع الأندية وفقاً لفئاتهم وتصنيفاتهم، والصفة الثانية/ لا بد أن تقام هذه البطولة وفقاً لنظام معين، ولذلك لا بد أن نفرق بين البطولات الرسمية التي يعتد بها والتي تشكل السجل الانجازي لأي ناد، وما بين المسابقات التنشيطية والتسويقية، وهذه لا دخل لها في سجل انجازات الفريق على المستوى العام إلا إذا أراد النادي الاحتفال بها ضمن نشاطاته الموسمية، ولكن لا يجب أن تصنف على أنها انجازات تعتبر على المستوى الوطني أو الإقليمي أو القاري». وتابع السديري: «عيب أن تحتسب مثل تلك البطولات الودية ضمن سجل الإنجازات، فهذا الأمر فيه غش وكذب وامتهان لمعنى المنافسة ومعنى الإنجاز الرياضي، وهذه لا يمارسها إلا (البلداء)». وحول البطولات التي من الممكن تصنيفها، قال: «الدوري، وكأس الملك، وكأس ولي العهد، هذه هي البطولات المعروفة لدينا بالإضافة إلى البطولة التاريخية التي أقيمت على مستوى المملكة وأتيحت الفرصة فيها لكافة الأندية، تلك هي بطولة المؤسس والتي حققها نادي الهلال، وإلى جانب تلك البطولات تصنف البطولات الخارجية مثل البطولات القارية والبطولات الخليجية والعربية التي تنظمها وتشرف عليها الاتحادات الرياضية الرسمية ومتاح فيها الفرصة للجميع وفقاً للتصنيف المتعارف عليه في تلك المسابقات». وختم السديري حديثه بابتسامة على من خدعوا أنفسهم حينما وضعوا واحتسبوا بطولة درجة ثانية ضمن انجازاتهم، وقال: «من المفترض أن أي فريق في الدرجة الممتازة لا يحتسب إلا بطولاته في تلك الدرجة ويتجاوز مرحلته حينما كان في الدرجات الأدنى، ولكن هناك من لديه شبق وعقدة التفاخر بالإنجازات فيدفعه جهله وممارسة غشه وإيهامه وتغطية عقدته ليحتسب كل مايستطيع احتسابه». المالكي: اتحاد الكرة مطالب بالتدخل من جهته، حمل المؤرخ الرياضي عبدالله جارالله المالكي الاتحاد السعودي لكرة القدم مايحصل من مزايدات في عدد بطولات الأندية، وقال: «المرجع الأساسي هو اتحاد القدم، وهو من يتحمل مايحصل الآن من مزايدات في عدد بطولات الأندية، وإن كان اتحاد القدم ليس لدى مسؤولية خلفية عن البطولات، فعليهم أن يجمعوا أصحاب الخبرة والدراية ويسألوهم، أو يتم تشكيل لجنة حتى يتم تفنيد البطولات، فالمشكلة الأساسية لدينا هي تصنيف البطولات». وحول البطولات المتعارف عليها والتي لابد أن تحتسب، قال: «بطولة الدوري وكأس الملك وكأس ولي العهد هي بطولات رسمية لا جدال فيها، وأي فريق يحققها تحتسب له، بعدها نأتي للبطولات الاقليمية مثل البطولة الخليجية والعربية، ومن ثم نأتي للقارية، هذه هي البطولات الرسمية، ولكن يبقى الجدل على البطولات المحلية، فهناك أندية أضافت بطولات على المستوى الأولمبي (بعد تحديد الأعمار فيها) وهذا ليس معقولا، فبطولة الفئات السنية تبقى للفئات السنية، ومتى أضفنا بطولة أولمبية فعلينا أن نضيف بطولات الشباب والناشئين،أيضاً، هناك فرق احتسبت بطولات المناطق وهي في الأساس ليست بطولة، فالنظام كان يؤهل بطل الغربية وبطل الشرقية وبطل الوسطى ليلعبوا على كأس الملك، ولكن هناك أندية استغلت تحقيقها المركز الأولى على مستوى منطقتها فاحتسبتها بطولة». وأضاف: «هناك بطولات تكون للمناسبات وهي محسوبة لأي فريق يحققها مثل كأس المؤسس وكأس الإرهاب، وهناك بطولات ودية مثل كأس المرور الذي حققه النصر، ومثل البطولات التي تقام الآن قبل بداية الموسم وهي تعتبر بطولات ودية». وشدد المالكي على أنه يجب على اتحاد القدم أن يتحرك تجاه هذه القضية، وقال:»ليس معقولا أن يحتسب كل ناد بطولاته على كيفه ويصنف وينشر، فاتحاد القدم هو المرجعية وهو من يجب أن يكون له رأي، وعليه أن ينهي هذه القضية». وحول المعايير الصحيحة التي يجب الاستناد عليها في حال حصر وتصنيف البطولات، قال:»المعيار الأهم هو ألا يحتسب إلا كل بطولة تكون على مستوى الفريق الأول ومتاح المنافسة عليها من كل الفرق المصنفة في نفس الدرجة». وأوضح المالكي أنه محتفظ بكمية معلومات لا يود أن ينشرها، وقال:»أنا اصتدمت بأشخاص يعتبرون من أبنائي حينما أصحح لهم معلومة يقولون هذا (مخرف أو مزور)، ماذا ننتظر أكثر من هذا». الجمعان: لم أصادق على بطولات النصر من جانبه، شدد الأستاذ راشد الجمعان مدير عام الاتحاد السعودي لكرة القدم السابق على أنه لم يصادق على بطولات فريق النصر كما يردد، وقال: «أنا فقط اعتمدت الترجمة الانجليزية في عهد الأمين العام الأسبق سعيد جمعان، وهو من وقع الخطاب الأساسي الذي بُعث للاتحاد الآسيوي، علماً بأن الأستاذ عبدالرحمن الدهام سبق وأن رفض طلباً مماثلاً لاعتماد بطولات غير مدرجة، ولكن الأخير وبطريقة ملتوية مررها على الأمين العام سعيد جمعان». وأضاف: «البطولات الرسمية في اتحاد القدم هي البطولات المعروفة مثل كأس الملك وكأس ولي العهد وكأس الأمير فيصل بن فهد والدوري.. هذه هي البطولات التي تعتمد، أما بالنسبة للأنشطة والبطولات الرمضانية والمدرسية وما على شاكلتها فتعتبر نشاطا وليس بطولة معتمدة من اتحاد القدم». وبين الجمعان أن هناك بطولات مناسباتية تحتسب ضمن البطولات الرسمية مثل بطولة كأس المؤسس، وقال: «هذه البطولة جاءت بمناسبة مرور مائة عام على توحيد المملكة العربية السعودية واعتمدت من اتحاد القدم لمدة موسم واحد فقط». وحول من يتحمل هذا العبث الحاصل في عدد البطولات، قال: «في السابق كان الرصد يدوي وهناك اجتهادات فقط، ولكن إلى الآن ومع تواجد اللجان الإعلامية والاحصائية لم يستطع أحد أن يحصر البطولات ولم يستطع أحد يتطرق لها، وهذا مرده الخوف الذي يسيطر على الجميع». القدادي: التاريخ الرياضي يحتاج لعمل كبير من جهته أكد الأستاذ محمد القدادي رئيس لجنة الإعلام بالاتحاد السعودي لكرة القدم أن لجنته ليست مختصة في التاريخ ولا إحصاء البطولات بشكل مباشر، وقال: «تم فصل الإحصاء عن الإعلام ودمجه للجنة الفنية، ولكن هذه اللجنة لن تستطيع حل مشكلة التاريخ الرياضي التي تحتاج لعمل كبير وطويل». وبين القدادي أن رئيس اتحاد كرة القدم أشعره بالعمل على هذه القضية لحلها، وقال: «التاريخ الرياضي وإحصاؤه يحتاج لوقت غير قصير وسوف نعود لتاريخ تأسيس اتحاد القدم حتى نتمكن من رصد وإحصاء جميع البطولات منذ تأسيس الاتحاد حتى اليوم، ولكل البطولات التي توقفت أو تطورت أو لازالت مستمرة بالشكل الصحيح، لكن هذا يحتاج الوقت والعدد والعدة والمال ومتى توفر سنبدأ بعد تحديد المنهج».