عندما رحل جوزيه مورينهو عن تدريب بورتو البرتغالي عام 2004 متجهاً لتشلسي الإنجليزي، كان فيتور بيريرا (المدرب الجديد للأهلي السعودي) يخطو أولى خطواته في مجال التدريب من خلال فريق الشباب في النادي البرتغالي، قبل أن يتحول إلى الرجل الذي حطّم أرقاماً كانت مدونة باسم مورينهو. ومثّل تعاقد الأهلي مع بيريرا مفاجأة كبيرة سواء بالنسبة للصحافة البرتغالية أو لجماهير بورتو التي كانت تتوقع استمراره مع الفريق بعدما قاده لنيل لقب الدوري المحلي مرتين متتاليتين، أو خطفه من قبل أحد الأندية الأوروبية الكبيرة، كما حصل مع أستاذه مورينهو. لكن المدرب الشاب فضّل خوض تجربة محفوفة بالمخاطر في المنطقة العربية التي عادة لا يعمّر فيها المدربون كثيراً، الأمر الذي اعتبرته بعض وسائل الإعلام البرتغالية مغامرة، قد تنسف ما بناه بيريرا من انجازات خلال عامين كاملين. تولى بيريرا تدريب الفريق الأول لبورتو عام 2011 خلفاً لأندريه فيلاش بواش الذي كان بدوره مساعداً لمورينهو، والمفارقة أنه بدأ أولى خطواته خارج البرتغال في تشلسي أيضاً، بينما كان بيريرا يعمل مساعداً لبواش، قبل أن ينتقل الأخير ل"البلوز" تاركاً مهمة قيادة الفريق لبيريرا. وتنظر الصحافة البرتغالية إلى بيريرا على أنه أحد رموز "مدرسة مورينهو" مدرب تشلسي الحالي وفيلاش بواش بالإضافة إلى بيريرا، إذ أن لكل واحد من هؤلاء الثلاثة انجازاته التي لا تزال محفورة في سجلات بورتو، وإن كان بيريرا قد تفوق على الجميع بلغة الأرقام. صحيفة "زيرو الرياضية الشهيرة في البرتغال، تحدثت عن أن بيريرا لم يتفوق على مورينهو (الذي قاد الفريق للقب دوري أبطال أوروبا) وفيلاش بواش فحسب، بل هزم كذلك رموزاً تاريخية دربوا الفريق على غرار روبسون وآرتور جورج وخوسيه ماريا. وبحسب أرقام فإن نسبة الانتصارات التي حققها بورتو على يد بيريرا وصلت إلى (78.33%) مقابل (77.63%) لروبسون و(75.00%) لمورينهو، مؤكدة أنه وعلى مدى 60 مباراة له مع الفريق لم يخسر سوى في مباراة واحدة، مقابل 47 فوزاً، و12 تعادلاً. وخلال الموسم المنقضي لم يذق بورتو طعم الهزيمة طوال 30 مباراة في الدوري، حيث فاز في 24 مباراة وتعادل في 6 مباريات، لينال اللقب على حساب بنفيكا بفارق نقطة واحدة فقط، بينما خسر مباراة واحدة فقط خلال الموسم الذي سبقه، وتعادل 6 مرات أيضاً، وحقق 23 فوزا، وحصد اللقب بفارق 6 نقاط عن بنفكيا. ويتّبع بيريرا نفس فلسفة مورينهو في اللعب، إذ يعتمد على التأمين الدفاعي القوي وإنهاك الخصوم في وسط الميدان، والاعتماد هجومياً على لاعبين ذوي بنية قوية، وسيجد ضالته في فيكتور سيموس وبموجب ذلك خرج بورتو من الدوري في الموسمين الذين قضاهما مع بيريرا كأقل الفرق استقبالاً للأهداف. وبعيداً عن الأمور الفنية فإن تصرفات بيريرا داخل وخارج الملعب تشبه إلى حد كبير تصرفات مورينهو، فهو لا يتردد في الركض بشكل هستيري داخل أرض الملعب احتفالاً بفوز فريقه، كما يُعرف بانتقاداته الحادة للحكام.. فهل نرى "مورينهو" جديدا في دوري عبداللطيف حميل خلال الموسم المقبل؟.