جلس مسترخياً على الأريكة، خلع نظارته الشمسية، مسح حبات العرق التي علت جبينه، العمل في ساعات الظهيرة يُعدُ مجهوداً إضافياً، على الجسم أن يتحمله مهما بلغت المشقة. لقد انحنى رأسه وسقط هاتفه المحمول من يده وهو يحاول أن يقرأ رسالة عابرة، إنها سطوة النوم حين يحضر! أدار قرص الهاتف على مطعم وجبات سريعة أملاً في إحضار وجبة غداء له قبل أن يغلبه النعاس. لكنه سرعان ما تمدد على فراشه وغط في سبات عميق لم ينبهه سوى قرع الباب بقوة! أخذ الطلب وتأسف من العامل فقد انتظر طويلاً أكل ونام حتى العِشاء.. إن عمله يتطلب منه مجهوداً كبيراً، لذلك لم يستطع النهوض. فتح عينيه وإذ بالساعة تشير إلى الثانية عشرة من منتصف الليل، استيقظ مذهولاً فقد أمضى اليوم كله نائماً! بعد أن أخذ حماماً بارداً وتناول العشاء خارج البيت وحيداً، عاد وأخذ يقلب في المحطات الفضائية لعله يجد شيئاً يستحق المشاهدة، لكن لم يعجبه شيء. أغلقه متذمراً، ضاغطاً بأطراف أصابعه على جبينه الذي يشعر بأنه يكاد ينفجر. ابتلع بعض المسكنات.. ليعود من جديد للنوم! وهكذا يمر الروتين على الإنسان ليحيل حياته إلى جحيم لا يطاق!