تفاعلاً مع ما ورد في تعقيب إدارة العلاقات العامة والإعلام الصحي بوزارة الصحة بتاريخ 18-3-1435 ه رداً على ما كنت قد كتبته حول إمكانية الاستفادة من المستشفيات القديمة التي تم إحلالها بمستشفيات جديدة بدلاً من هدمها، ولي على هذا التعقيب وجهة نظر أخرى. 1 - ما كتبته بشأن إمكانية الاستفادة من المستشفيات القديمة بدلاً من هدمها، ليس مبادرة مني ولكنه تعليق على ما ذكرته إدارة العلاقات العامة والإعلام الصحي ذاتها في عدد الجزيرة بتاريخ 25 محرم 1435 ه، حول تشكيل لجنة للنظر في إمكانية الاستفادة من المستشفيات القديمة، رداً على مطالبة أهالي الزلفي الاستفادة من مستشفاهم القديم ومطالبة غيرهم من المواطنين في بعض المدن والمحافظات، فهل تم خلال هذه الفترة الوجيزة تشكيل هذه اللجنة وإنهاء مهمتها بهذا القدر من العجالة؟. 2 - هل تم على سبيل المثال عرض مستشفى الرس القديم بحالته الراهنة للاستثمار من جانب القطاع الخاص، ولم يجدوا من يرغب بذلك حتى يقولوا إن الاستثمار من جانب القطاع الصحي الخاص يكون في الغالب في المنشآت الجديدة. 3 - تأهيل المستشفيات القديمة ليس على درجة واحدة من التكاليف المرتفعة التي تجعل الجهات المختصة تصرف النظر عن تأهيل جميع المستشفيات القديمة، فهناك مستشفيات متوسطة التكاليف وأخرى قليلة التكاليف، ومنها مستشفى الرس القديم الذي معظم إنشاءاته تمت في السنوات الأخيرة من تاريخ إحلاله بالمستشفى الجديد، وذلك على سبيل التوسعة ورفع طاقته الاستيعابية من 100 سرير إلى 250 سريراً 4 - نحن مسرورون باهتمام الوزارة باستثمار بعض ممتلكاتها من خلال إدارة اقتصاديات الصحة، لكن من مصلحة القطاع الصحي بشكل عام، أعني الحكومي والخاص، أن تقوم الوزارة بعرض ما تريد استثماره من ممتلكاتها، وبخاصة المستشفيات القديمة بحالتها التي هي عليها، توفيراً لتكاليف إزالتها ولجعلها جاذبة لاستثمارها من جانب القطاع الصحي الخاص الذي هو رديف هام للقطاع الصحي الحكومي، ولأنّ مصلحة المدن والمحافظات تتطلّب ذلك وحاجتها إلى مزيد من المنشآت الصحية الخاصة، أكثر بكثير من المراكز التجارية التي تقام على أنقاضها، سيما وأنّ المراكز التجارية متوفرة في كل مدينة ومحافظة إلى حد التشبُّع، وصار من المألوف أن تجد بين كل مركز تجاري وآخر مركزاً تجارياً ثالثاً. 5 - إذا سلمنا بوجود استثمار حقيقي من جانب الوزارة لبعض ممتلكاتها، فهو على نطاق ضيق ومحدود، وأستدل بذلك بمثالين من القطاع الصحي في محافظة الرس، فها هو المستشفى القديم لا يزال مهجوراً منذ إحلاله بالمستشفى الجديد بتاريخ 15-1-1426ه أي قبل حوالي 10 سنوات، وكم كان سيدر على الوزارة في حال استثماره في بداية إحلاله. وهناك أرض المستودع التي هي بحجم أرض مستشفى والمجمدة منذ حوالي 50 سنة، ولم يستغل منها سوى مبنى صغير مكوّن من 4 غرف، وباقي المساحة أرض خالية إلاّ من الأعشاب الجافة مع بعض حبات الفقع. وأخيراً لماذا كل هذا الاهتمام من جانب الشؤون الصحية بالمنطقة على إزالة مستشفى الرس القديم، ولِمَ تعامله معاملة مستشفى بريدة المركزي ومستشفى عنيزة القديم اللذين قامت بتأهيلهما ولم تستخسر التكاليف المرتفعة لذلك، مع أنّ مستشفى الرس من حيث العمر الافتراضي أصغر سناً بكثير من الاثنين/ وتكاليف تأهيله أقل بكثير وحاجة القطاع في المحافظة إلى بقائه أكثر من ماسّة.