* لماذا تفوق (أحمد) على أقرانه! * لماذا تميزت (وفاء) على غيرها؟ * ما سر نجاح (فيصل)؟ * لماذا (أسماء) سعيدة في حياتها؟ أسئلة تدور كثيرا ؛لماذا يتفوق البعض ويفشل البعض؟... ما هو سر النجاح وما هو سر الفشل؟ سؤال أحب طرحه في دوراتي :من يريد منكم جسما رشيقا؟ ودخلا عاليا؟ وصداقات متينة؟ الجميع يرفع يده ! ثم ألحقه بسؤال آخر :ما الذي يحول بينكم وبين تحقيق تلك الأمنيات؟ صمتٌ رهيب... يسووود... ولحظاتُ تأمل عميقة... نعم... لماذا لاتتحقق تلك الأمنيات؟ يجيب على هذا السؤال خبير الإدارة الكبير (جون ماكسويل) بقوله: إن النجاح يحتاج الى أمرين لن يتحقق إلا باجتماعهما، الأول اتخاذ (قرار جيد)، والثاني هو(الانضباط والالتزام بتطبيق القرار).. والمفارقة أن أغلب الناس يتخذون قرارات جيدة،ولكن شرط الالتزام يتخلف! لذا لا ينجحون! أجرى (جربرت جراي )وهو أحد رجال الأعمال دراسة طويلة المدى في بحث أسماه: القاسم المشترك للنجاح، وبعد سنوات استنتج: أن الناجحين هم أشخاص اعتادوا على القيام بأمور لايحب الفاشلون القيام بها! هل ساورك سؤال ذات يوم : لماذا فلان وفلان وهم أقل مني قدرات وأضعف إمكانيات أكثر نجاحا وأعظم إنجازات وأقوى علاقات؟ وهم لايعادلونني في الذكاء ولا يجاروني في الفهم؟ سؤال يحوي على شيء من الغيظ والحنق! ربما أحلت الأمر للحظ !و أقول الإجابة سهلة ! هم باختصار أشخاص التزموا بتصرفات وعادات لم تقو على الالتزام بها! * الناجح صحيا يمسك عن تناول الطعام الضار وغيره لايقدر! * الناجح في التعامل مع الناس لديه القدرة على ضبط النفس وغيره لايقدر! * الناجح ماديا يعمل بجد واجتهاد ويدخر وغيره لا يفعل! * الناجح يستيقظ في موعد لايخلفه وغيره يؤثر دفء الفراش! تذكر أيها الإيجابي أن إطلاق العنان للنفس وتركها تعمل ما أحبت وتترك ما لاتحب طريق ميسر للفشل وجواز سفر نحو حياة تافهة لذا لابد من ضبطها والسيطرة عليها! والنفس كالطفل أن تهمله شب على حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم! لقد اكتشف صاحب كتاب أدب النجاح الحكيم(كوبمير) أكثر من ألف مبدأ للنجاح، وعندما سئل عن أي المبادئ يأتي في المرتبة الأولى من ناحية الأهمية قال بلا تردد:(الانضباط الذاتي)! بل وأكد أن هناك (999) مبدأ للنجاح لن يفلح أيا منهم بدون الانضباط الذاتي! ماذا يعني الانضباط الذاتي؟ الانضباط لايعني العيش بطريقة قاسية والتعامل مع النفس بصرامة أو جلدها والتنكيل بها أو العيش بجدية مبالغ فيها أو إدارة الحياة بجمود وقلة مرونة! بل هو تعريف رائع للحرية ومفهوم أخاذ للمرونة ؛فهناك من عرفه: بفن السيطرة على النفس وآخر عرفه بأنه: قوة كبح جماح النفس وهناك من قال: بأن الانضباط الذاتي هو: المداومة على فعل مايجب عليك فعله سواء كنت راغبا فيه أو راغبا عنه! دين الانضباط: دين عظيم وشرع عجيب،والله لو عرف الغربيون شيئا من تعاليمه السامية لما رضوا بغيره بديلا.. أس الشرع وروح هذا الدين العظيم هو الانضباط فغاية هذا الدين التوحيد وهو يشدد على الانضباط في العبادة فلا استعانة ولاتوكل ولا ذبح ولا نذر إلا للعزيز،فالعبادة لاتصرف إلا لمستحقها سبحانه وتعالى؛ غاية الانضباط والالتزام !.. والركن الثاني من أركان الإسلام الصلاة تقدم لنا مشهدا جميلا للانضباط فلا صلاة إلا بوقت ولا صلاة إلا بأعمال وأقوال غير قابلة للاجتهاد! وكذلك المشهد يتكرر في الصوم فلا صوم إلا بهلال يرى ولا صوم إلا بالامتناع عن مفطرات محددة، ولا إفطار إلا بوقت !وكذلك الزكاة محددة الاسلوب والمقادير والوقت (ومثلهم الحج إنموذج جميل للانضباط بتوحيد زمانه ومكانه وأعماله. والحبيب اللهم صل وسلم وعليه وضح لأمته كيف يودعوا في أرصدة الآخرة بقوله :أدومه وإن قل! سؤالٌ قد يتبادر لذهنك ؛لماذا لاينضبط الناس وماهي الخطوات العملية لنكون أكثر انضباطية.. كن معي الأسبوع القادم وسأجيبك! ومضة قلم: الحب لاينمو بشكل عفوي؛ بل يكبر بكلمة طيبة وابتسامة عذبة وتغافل محمود..تصرفات لاتحتاج لموهبة بل لجهد وانضباط!