تتدفق مشاعر الأسى والحزن والألم حين سماع مفاجآت الأقدار ومفارقة الأقارب الأخيار الأحباب، يكون لها وقع مؤلم في النفوس، تدمع لها القلوب قبل العيون. عندما أخبرت بوفاة خالي عبد الرحمن بن محمد بن طشلان، صباح يوم الأربعاء الموافق الحادي والعشرين من شهر ربيع الأول لعام ألف وأربعمائة وخمسة وثلاثين من الهجرة، كان خبر وفاته فاجعة مؤلمة للغاية، نعم إنها مصيبة الموت، كما بيّنها الله عز وجل، قال تعالى: {إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ ...}، نعم والله إنها مصيبة الموت الذي يأتي بغتة وحين غفلة. يا خالي أنت عامود الدار أنت رواقه أنت البدر أنت الأمل وقت الشدايد والمحن فراق خالي عبد الرحمن الرجل الصالح الكريم رجل الخير رجل المواقف الرجل الشهم، تعلقت بحبه من الطفولة حتى امتلأ قلبي بحبه واحترامه وتقديره. يا خالي والله من صغري ونا أحبك وغليك حبك لازمني ونحفر في فؤادي كان رحمه الله يحب الخير للجميع زرع ووزع حبه واحترامه على جميع أسرته وأقاربه فبودل بالمثل، الرجل الذي دخل القلوب حباً وتقديراً، الرجل الشجاع رجل المواقف المشرفة والخيرة، كان رحمه الله محباً للعلم والتعليم ومشجعاً للمتعلمين، كانت وفاته رحمه الله صدمة كبيرة على جميع أحبابه وأقاربه. يا خالي وشلون مع الأيام بنساك صورتك نظرتك بسمتك عالقة في خيالي رحمك الله يا خالي عبد الرحمن، يا أبا محمد وجمعك مع والديك وأحبابك وأقاربك وأسكنك الفردوس الأعلى في الجنة، وأن يصبرنا على ما أصابنا ويجبر مصابنا، وأن يثبتنا على القول الصالح في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويلهم ذويه الصبر والسلوان إنه سميع مجيب. يا خالي لو إن العمر يهدى من عمري هديك خذت من صحتي لصحتك وعطيتك