لا يملك المنصف إلا أن يثمّن - بتقدير شديد - ما أنجزته وزارة التعليم العالي خلال سنواتها الماضية وتحديداً ما يقارب السبع السنوات الأخيرة. إنها بحق في مقدمة المؤسسات الحكومية التي نجحت في توظيف ميزانياتها وتحويلها شواهد على أرض الوطن: في نشر مظله التعليم العالي، وتعليم الأجيال عبر إقامة الجامعات في كافة أرجاء الوطن، حيث قفزت من ثماني جامعات ظلت عليها ما يقارب ربع قرن إلى (23) جامعة بمدن جامعية وبجودة تعليمية متفوِّقة، وهناك المزيد - بإذن الله- وقد ساندت الجامعات الحكومية جامعات أهلية راقية ورافق ذلك نجاحها في تنفيذ برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعات بكفاءة واقتدار وتضاعف عدد المبتعثين خلال عشر سنوات إلى (150) ألف مبتعث كما جاء في آخر تصريح لوزير التعليم العالي بهذه الصحيفة في 25-3-1435ه ، ومع مهامها التعليمية التي نجحت فيها أصبحت المستشفيات الجامعية الملحقة بكليات الطب تسهم كثيراً بتقديم خدمات صحية شاملة في عدد كبير من مدن ومحافظات المملكة، حيث حرصت الوزارة أن يجاور كل كلية طب مستشفى جامعي، بقدر ما يؤدي هدفه بتدريب طلاب الطب يشارك في تقديم الخدمات الصحية الممتازة التي يتطلبها المواطنون في مدن ومحافظات المملكة، وليس أحوج للمواطنين من الخدمات الصحية بعد انتشار الأمراض بسبب مدنية العصر وازدياد الوعي فضلاً عن تزايد أعداد السكان في كل مدينة ومحافظة. ورغم مهام الوزارة الجسام نرى وزارة التعليم العالي تقدِّم عملاً ثقافياً مشكوراً ومحموداً عبر مشاركة ملحقياتها بمعارض الكتب بأجنحة متميزة تبرز ثقافة الإنسان السعودي وعطاءه العلمي والأدبي لتقول لزوار هذه المعارض خارج بلادنا إن الإنسان السعودي أثمر تعليمه - ولله الحمد - عطاءات علمية وأدبية واقتصادية وإسلامية إضافة للمنجز الثقافي: عربياً ودولياً وقد شهدت بنفسي نجاح أجنحة المملكة بهذه المعارض والإقبال على اقتناء الكتب المعروضة فيها، فضلاً عن حضور مناشطها الثقافية، وآخر معرض شهد تفوّق الجناح السعودي فيه معرض الشارقة الدولي للكتاب. إن وزارة التعليم استطاعت - بحق - أن تنفذ على أرض الواقع توجيهات وأوامر خادم الحرمين الشريفين التي يوصي بها الوزراء عند إعلان كل ميزانية لترجمة أرقام الميزانية المعتمدة لكل وزارة إلى مشروعات يراها المواطن ويستفيد منها خلال عام الميزانية. تحية لوزارة الإنجاز التي يتحدث المواطنون عن إنجازاتها ليس بالمدن الكبرى، بل كافة أرجاء الوطن لما قدّمته لهم تعليمياً وصحياً وتثقيفياً.