هو أن جحافل من الحاقدين بمئات الآلاف تستتر خلف مواقع التواصل الاجتماعي الآن بأسماء مستعارة ومن جنسيات مختلفة تنتهج أساليب ممنهجة ومنظّمة لإثارة الفتن وتأجيج الرأي العام السعودي ضد دولتهم. والمتتبع لنهج هؤلاء يجد أن الهجمات الإعلامية لهم ترتكز على أسلوب قراءة التعليقات أولاً ومن ثم نشر نقاط محددة تتمحور حول ثلاث نقاط أساسية الأولى إشاعة الظلم والتظلمات في المجتمع وثانياً التنفير من الوطن بسلبياته وثالثاً التشكيك في ولاة الأمر والعلماء، حيث تعمل تلك الجحافل رغم اختلاف عقائدياتها على هذه المحاور بضراوة مستغلين احتلال السعوديين لمراتب متقدِّمة في أكثر الشعوب استخدام لمواقع التواصل الاجتماعي. والملاحظ في هذا الشأن أن أغلب التعليقات لهؤلاء والتي يتم كتابتها بعناية تتضمن معلومات مغلوطة وضعت عمداً وتتمركز في فساد الدولة والعلماء وميزانية الوطن والمرأة والفقر، حيث تنشط تلك الجماعات في هذه المواضيع تحديداً بشكل منتظم وتستخدم أساليب احترافية في التغريد تتلخص في كتابة معلومة خاطئة كمقدمة للتعليق ومن ثم بث الحقد والكراهية بناءً على هذه المعلومة وإنهائها بالسب والشتم لإضفاء هذه الصفة على السعوديين. وخلال العامين الماضيين تطورت هذه الأساليب إلى ابتكار أساليب أكثر حقداً وكراهية تمتد إلى دعم تلك المواضيع المحددة بما يعزِّز رأياً عاماً مؤيِّداً ومثال ذلك نشر مقاطع كثيرة في أحد برامج التواصل الاجتماعي تظهر المرأة السعودية بشكل مكثّف وهي راقصة أو ترتدي ملابس فاضحة مع وضع عناوين مثيرة لهذه المقاطع مثل (سعوديات.... يستمتعن بال.....) فيما تعود تلك المقاطع أساساً لجنسيات مختلفة بدون مونتاج، كما يستخدم هؤلاء تعاميم مسرَّبة تبدو للوهلة الأولى أنها داعمة بشكل جيد لتوجهات هذه الأساليب المغرضة لكنها في الواقع غير صحيحة أو مفبركة، حيث يتم تزويرها بشكل احترافي يظهر ذلك من خلال مضامين هذه التعاميم. الملاحظ أن الأساليب المغرضة المستخدمة على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تتسم بطابع الدين فشلت بشكل كبير في التأثير على المجتمع ويعود ذلك إلى التعليم الديني الجيد للمجتمع السعودي خاصة في مسائل التوحيد والشرك والمذاهب، حيث لم تفلح الأساليب المتبعة من قبل بعض المذاهب في تعتيم هذا التعليم الديني، بل وجدت سداً منيعاً على الرغم من استمرارية هذا المنهج التضليلي وكثافته منذ فترة. حسناً فعلت الدولة في تحديد الحجب الإلكتروني على المواقع الإباحية أو التي تتعرَّض للدين فقط وهو ما يعني شفافية الدولة في تعاملها مع المجتمع رغم أن الكثير من تلك المقاطع المغرضة ضد المملكة تتعرَّض لأشخاص محدَّدين في العائلة المالكة في مقابل ذلك نجد تكاتفاً واعياً بين المجتمع والقيادة الرشيدة يظهر بشكل واع في الردود والتعليقات على تلك المقاطع. المطلوب تحديداً من ارتيادك للإنترنت هو ما هو مطلوب شرعاً منك كمسلم تتميّز دولتك بخدمة الحرمين وقد أظهرت مضامين الكم الهائل من المواقع الإلكترونية وتخبطات الفكر الديني فيها ما يتمتع به علماء المملكة الأفاضل من علو في علمهم ومكانتهم لدى المسلمين، كما أثبتت تلك المواقع كثافة التعليم الديني الصحيح في مناهجنا والمطلوب منا الوعي بأن تلك الهجمات لم يشترك فيها هؤلاء المغرضون رغم اختلاف توجهاتهم إلا لما تتمتع به دولتك من مكانة دينية واقتصادية وسياسية رفيعة واعلم أن السبيل الوحيد لهؤلاء في إقصائك من مكانتك تلك هو زعزعة الدين في نفسك ومجتمعك إما بجرك نحو الملهيات أياً كان نوعها أو التشكيك في العلماء والدين وصولاً إلى ولاة الأمر الذين يحكمون بهذا الدين.