طبيعة الجنس البشري تغليب العاطفة على العقل والمنطق في كثيرٍ من الأحيان، لاسيما عندما يتم تناول الموضوع بإثارةٍ مفتعلة وبمبالغة وتضخيم للأمور وتعميم للأخطاء الفردية وتحميل خطيئتها لكافة أفراد هذا القطاع أو تلك الوزارة، دون تحكيمٍ للعقل والحقائق المشاهدة، وللأسف أن هذه الثقافة قد أصبحت سائدة عند كثير من أفراد مجتمعنا في تعاطيها مع الجهات الحكومية وإنجازاتها حتى أصبح يُخيَّل للبعض بأنه لا وجود لتلك الجهات الحكومية على خارطة الإنجاز والإنتاج، ولا أبالغ لو قلت بأن وزارة الصحة تقف على هرم القائمة في تعاطينا السلبي معها ومع إنجازاتها البارزة، فقد اطلعت مؤخراً على بعض التقارير الصادرة رسمياً من وزارة الصحة والمعلن عنها بكل شفافية ووضوح، فأدركت حجم الإنجازات ورأيت عجلة التطوير التي لا تتوقف، والمشروعات التي تفردت بها وزارة الصحة عن غيرها من الوزارات. وبإشارة سريعة لبعض تلك المنجزات التي قد حققتها الوزارة، نجد بأنه قد نجحت في إنشاء: - 257 مستشفى وقد اعتمد منها 50 مستشفى من قِبَل المجلس المركزي سباهي بالإضافة إلى اعتماد 15 مستشفى من هيئة المستشفيات الأمريكية JCI ويجري الآن إخضاع أكثر من 60 مستشفى للاعتماد. - 2109 مراكز صحية. - 9 مراكز لجراحة وأمراض القلب. - 3 مستشفيات لجراحة وأمراض العيون. - 5 مراكز لعلاج الأورام والعلاج الإشعاعي. - 3 مدن طبية. - تم استقطاب أكثر من 2833 طبيباً استشارياً في كافة التخصصات الدقيقة للعمل في مستشفيات ومراكز وزارة الصحة. - تم تنفيذ 37 برنامجاً وقائياً منها مكافحة التدخين والزواج الصحي ومكافحة الإيدز والكشف المبكر عن مرض السرطان وغيرها من البرامج المنفذة. - وصلت ميزانية التموين الطبي إلى أكثر من أربعة مليار وخمس مائة وخمسين مليون ريال. - كما يتم حالياً إنشاء أكثر من 113 مستشفى وبرجاً طبياً و641 مركزاً صحياً، و3 مراكز لجراحة وأمراض القلب و3 مراكز أورام و2 مدينة طبية وغيرها الكثير والكثير من المشروعات المستقبلية التي ستُسجل ضمن مكتسبات الوطن وستحقق للمواطنين الرعاية الصحية الآمنة والخدمات الراقية. إن العين المنصفة ترى بجلاء تلك الخطوات الرائدة، والقفزات العظيمة التي حققتها الوزارة على مدى السنوات الماضية، والتي لو وقفنا أمامها بكل موضوعيةٍ وحياديةٍ لأدركنا حقيقة الإنجاز وحجم الجهود المبذولة، ولو لم يكن من إنجازات وزارة الصحة سوى نجاحاتها المشرفة في مواسم الحج في كل عام، وريادتها العالمية لطب الحشود، لكفى بذلك مفخرةً للوطن وللمواطنين. كما أنه مما يُذكر ويُشكر لوزارة الصحة اعتمادها على إستراتيجية الموازنة في التنمية وإعطاء كل منطقة في بلادنا الغالية حقها من المشروعات والخدمات الصحية، حتى وصلت مشروعات وخدمات الوزارة لمناطق نائية كان لوزارة الصحة قصب السبق في وصول مشروعاتها لتلك المناطق النائية قبل غيرها من الوزارات الخدمية الآخرى، وهذا ما رأيته بعيني ولم يقله قائل.. إننا وانطلاقاً من المواطنة الصالحة ومن الأمانة الأخلاقية يتحتم علينا أن نشيد بالجهود، ونتحلى بالإنصاف أمام المنجزات لنتعاون في دفع عجلة التنمية، والوصول معاً للغاية العظمى (رضا المواطن). ختاماً: أيها العقلاء انصفوا وزارة الصحة.