اطلعتُ على الخبر الذي نُشر في الصحيفة الموقرة (الجزيرة)، في عددها ذي الرقم 15061 الصادر بتاريخ الاثنين 20 من صفر 1435ه، بعنوان (تعليم القصيم يرسم ابتسامة الأمل على مرضى الأورام.. إلخ). وبقدر ما أفرحني هذا الخبر وأثلج الصدر إلا أنه يكاد يُخرج الدمعة من المآقي بالنظر إلى تلك الصغيرات والوردات المبتسمة المؤملة بالله وبعطائه أن يمُنّ بالشفاء العاجل عليهن وعلى جميع المرضى.. نظرة رسمت دمعة وبسمة.. دمعة رحمة وبسمة أمل.. دمعة شفقة وبسمة حب.. دمعة رجاء وبسمة شوق.. تلك الزهرات اللاتي امتُحنَّ وامتُحن أهلن بهذا الداء الذي لم يسلم منه الصغير قبل الكبير.. غير أننا تربينا عقيدة وديناً أن من الإيمان الحق بل لا يكتمل الإيمان إلا بالإيمان بالقضاء والقدر، والإيمان بأن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، وحينما يرتسم هذا الشعور في القلب فإنه يبعث الأمل في النفوس والطمأنينة في عيون المحبين، ومنهم الآباء والأمهات. مركز الأورام ببريدة مركز حمل اسم رجل المنطقة وأميرها الشهم (فيصل بن بندر بن عبد العزيز)، الذي أخذ على عاتقه إنشاء هذا المركز بل الإشراف عليه ومتابعة سير عمله وتذليل ما قد يواجهه من عقبات. مركز الأورام ببريدة له جهود ملموسة مشكورة من لدن القائمين عليه، وأعرف ذلك عن قرب؛ إنه مركز يقوم عليه ثلة من القلوب الرحيمة المعطاءة، يقودهم (فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم)، الذي يحمل المركز اسمه الموقر، ومشرف المركز المباشر الدكتور الموقر فيصل بن غايب العنزي، وأولئك الثلة الخيّرة من الممرضين والممرضات السعوديين والمقيمين، ولا أنسى موظفي العلاقات والخدمات الاجتماعية الذين أثروا هذا المركز بوجودهم مع هؤلاء المرضى من الأطفال، وكانت لهم البصمة المميزة في يوم عيد الفطر ويوم عيد الأضحى واليوم الوطني، وكذلك المناسبات التي تقام بين الفينة والأخرى، كالمهرجانات الصيفية والتسويقية وغيرها. والحقيقة أننا لم نعرف هذا المركز ومنوميه إلا بوجودهم وهمتهم العالية ونشاطهم المتميز في دمج الأطفال وإشراكهم في المجتمع؛ ما أضفى أملاً لدى عوائل أولئك المرضى بأن المجتمع بأسره متعاطف معهم. وهي دعوة محب كي يرق قلبك وتقضي - بإذن الله - حاجتك ويُغفر ذنبك بأن تطل بعينك وتمشي برجلك إلى مثل تلك الوردات في هذا المركز، وتبادلهن الحب والابتسامة والدعاء؛ فهن بأمسّ الحاجة إلى عين لطيفة وبسمة رقيقة ولمسة حانية رحيمة.