الأرقام التي كشفت عنها وزارة الصحة مؤخرا وأعلنها وزير الصحة د عبدالله الربيعة يجب الوقوف عندها واعتبارها مؤشرا ايجابيا في تغير قد طرأ على الصحة العامة في السعودية. فقد أعلنت وزارة الصحة أن منظمة الصحة العالمية كشفت عن ارتفاع متوسط العمر المأمول عند الولادة في المملكة من (69) سنة عام(1990) إلى (75) سنة عام (2011). النساء (77) سنة والرجال (74) سنة وذلك طبقا لكتاب المؤشرات الصحية الصادر عن منظمة الصحة العالمية لعام 2013م. ويشير متوسط العمر المتوقع عند الميلاد إلى عدد السنوات التي من المتوقع يعيشها المولود إذا ظلت أنماط الوفيات السائدة في وقت ميلاده على ماهي عليه طيلة حياته. حيث يصدر سنويا عن مكتب تقرير التنمية البشرية التابع لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي دليل التنمية البشرية في جميع دول العالم، الذي يختصر الإنجازات التي تحققها الدول على صعيد التنمية، والمملكة العربية السعودية تصنف منذ صدور التقرير الأول في عام 1990 من الدول ذات التنمية البشرية المتوسطة، حيث تقع في ترتيب متأخر بين دول العالم، إلا أنه طرأ تحسن ملحوظ على مستوى المملكة وترتيبها في تقرير التنمية البشرية اعتبارا من عام 2007م, حيث صنفت المملكة لأول مرة حسب مؤشر دليل التنمية البشرية ضمن الدول ذات التنمية البشرية المرتفعة، وحققت ترتيبا متقدما بين دول العالم بلغ (61) مقارنة بترتيبها في عام 2006 م والذي بلغ (76)، وفي آخر تقرير للتنمية البشرية في شهر مارس 2013م بلغ ترتيب المملكة (57). إذن نحن أمام تغير نوعي عملت وزارة الصحة والقطاع الصحي وزارات:التعليم العالي, و الداخلية, والحرس الوطني، والدفاع، وقطاعات صحية أخرى على رفع متوسط العمر المأمول عند الولادة، وهذا يدفع بوزارة الصحة والقطاعات الأخرى تجاوز هذا الرقم في محيطها ففي دول الخليج يعتبر أعلاها دولة قطر (78.5) واقلها عمان (73.2) وتتقارب المملكة مع البحرين (75,2) والإمارات (76,7). أما الدول العربية فقد تذبذبت وانهار بعضها بعد الربيع العربي، فقياسنا مع الدول الآسيوية نجد أن اليابان هي الرقم الأعلى (83,6) وهذا مرتبط بالاقتصاد والتعليم والأبعاد الثلاثة المستخدمة لقياس التنمية البشرية وهي : الحياة الصحية للفرد، واكتساب المعرفة، ومستوى المعيشة اللائق (نصيب الفرد من الدخل بمعدل القوة الشرائية ) فالأرقام المقاربة لليابان هي آسيا وكوريا وسنغافورا. في حين معظم دول آسيا وخاصة الإسلامية مثل تركيا وماليزيا متساوية للمملكة ونجد دول أقل مثل الصين وإيران (73). أما الدول الإفريقية فهي الأقل تتراوح مابين (52-64) وإذا نظرنا إلى أوروبا فهي واقعة مابين (80_82) وكندا (81) والولايات المتحدة (78) وباقي دول أمريكا الجنوبية أقلها البرازيل (73) وأعلاها المكسيك (79). هذه الأرقام التي أعلنها تقرير التنمية البشرية 2013م (نهضة الجنوب، الأممالمتحدة) يجعلنا نتوجه لوزير الصحة د عبدالله الربيعة لمضاعفة الجهود لجعل الوضع الصحي يتجاوز محيطنا العربي والإسلامي، فما تحقق هو بفضل الله ثم بفضل القيادة والدولة التي وجهت الأموال والميزانيات للقطاع الصحي، والدور الكبير الذي يقدم من خلال البرامج الوقائية ومكافحة الأمراض الوراثية غير المعدية والأمراض المعدية، ونجاح وزارة الصحة وقطاعات الدولة الأخرى في التطعيمات واللقاحات الأساسية ورعاية الأم والطفل التي أدت بإذن الله إلى انخفاض معدل وفيات الأطفال ووفيات الأمهات أثناء الولادة. نتمنى استثمار هذه الإحصاءات للمزيد من تحسين المستوى الصحي بعد أن حققت التطعيمات ووعي المواطن واهتمامه بصحته أرقاما متقدمة ساهمت بحمد الله في ارتفاع متوسط الأعمار بالمملكة.