منظمة الكلوكلس كلان الأمريكية هي منظمة عنصرية ارتكبت جرائم كبرى خلال تاريخها الأسود، وما قد يصدم القارئ أن الرئيس الأمريكي هاري ترومان (1944-1952)، والذي أمر بإلقاء القنبلة النووية على اليابان، كان عضوا في هذه المنظمة العنصرية، وإن كان دوما يؤكد أنه كان عضوا فيها في شبابه فقط!!، وكذا كان السيناتور الشهير، روبرت برد، من ولاية غرب فرجينيا، وأيضا رئيس المحكمة العليا في بدايات القرن الفائت، ادوارد دوقلاس، وغيرهم ممن تسنم مناصب عليا على كل المستويات الفيدرالية، والمحلية، ولم يمنع هؤلاء الساسة أن المنظمة كانت ترتكب أفعالا شنيعة ضد الإنسان غير الأبيض، ولا يدري أحد هل تخلى هؤلاء الأعضاء عن عضوية المنظمة لأسباب إنسانية، أو سياسية، وإن كنت أجزم أنهم ساسة انتهازيون، انخرطوا في عضوية المنظمة ابان مجدها الأسود، وتخلوا عن عضويتها، عندما أصبحت شبه منبوذة!. حصلت أسوأ جرائم المنظمة في ولايتي الاباما، وميسيسيبي، في عمق الجنوب الأمريكي، وذلك خلال نضال السود لنيل حقوقهم المدنية في خمسينيات، وستينيات القرن الماضي، والجدير بالذكر أن واحدة من أخطر جرائم المنظمة قد ارتكبت في المدينة التي ترعرعت فيها وزيرة الخارجية الأمريكية الشهيرة، كونداليزا رايس!!، وذلك عندما كانت طفلة سمراء، تعيش في أشد ولايات أمريكا تخلفا،وجهلا، وعنصرية، ولاية الاباما!، وفي مجتمع كان في حرب مع نفسه، والغريب أنها لا تزال تتحاشى الحديث عن ذلك!!، ويطلق النشطاء السود على أبناء جلدتهم، الذين يتحاشون الحديث عن ماضيهم، ويتقربون من البيض، مثل رئيس الأركان السابق، الجنرال كولن باول، ووزيرة الخارجية السابقة،كونداليزا رايس، وقاضي المحكمة العليا الحالي، كليرانس توماس لقب « انكل توم»، في مقابل اللقب الحقيقي «انكل سام»!!. حاليا، لا تزال منظمة الكلوكلس كلان العنصرية موجودة، وإن كان نشاطها قد خف، وقل عدد أعضائها بشكل كبير جدا، وقد عادت فيها الروح مجددا، وذلك منذ انتخاب الرئيس باراك اوباما في 2008، إذ كان هاجس أعضائها دوما هو الخوف من وصول الإنسان الأسود إلى رئاسة الولاياتالمتحدة!!، وفي الأخير، ثمة معلومتان، أولاهما، هي أن «علم دولة الولاياتالمتحدة الكونفيدرالية»، العنصرية، المنقرضة، لا يزال، حتى اليوم، يرفرف فوق مباني بعض عواصم ولايات الجنوب الأمريكي، جنبا إلى جنب، مع علم الولاياتالمتحدةالأمريكية!!، وثانيهما هو أنه لا يجرؤ أحد أن يصف أعمال منظمة الكلوكلس كلان بأنها أعمال ارهابية!!!. إنها أمريكا، بلد العجائب، والمتناقضات!!.