أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس الثلاثاء، عن 26 أسيراً فلسطينياً وهي الدفعة الثالثة من قُدامى الأسرى المعتقلين قبل توقيع اتفاقية السلام عام 1993وذلك ضمن تفاهمات «ما سميّ ببادرة حسن النية «ساهمت في العودة إلى المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل.. وعمت أجواء الفرحة فجر أمس الثلاثاء مختلف أرجاء الضفة الغربية وقطاع غزةوالقدسالمحتلة، في أعقاب إطلاق سراح 26 أسيراً قضى معظمهم فترات طويلة في سجون الاحتلال. ووصل الأسرى ال26 المفرج عنهم إلى معسكر «عوفر» قرب مدينة رام اللهبالضفة الغربية ، وحاجز الزيتونة قرب مدينة القدسالمحتلة، ومعبر بيت حانون شمال قطاع غزة. وشملت الدفعة الثالثة من قُدامى (26) أسيرا، 23 من الضفة الغربية ستة منهم من مدينة القدسالمحتلة و 3 أسرى من قطاع غزة، وجميعهم اعتقلتهم سلطات الاحتلال قبل اتفاقية أوسلو، وينتمون لفصائل وطنية وإسلامية فلسطينية مختلفة. واستقبلت جماهير غفيرة من أبناء الشعب الفلسطيني، إلى جانب أهالي الأسرى، المفرج عنهم على معسكر «عوفر» وحاجز الزيتونة بالقدس، وبيت حانون في قطاع غزة ، رافعين الأعلام الفلسطينية ورايات الفصائل الوطنية، مردين الشعارات الوطنية المهنئة بالإفراج عنهم. وتوجه أسرى الضفة الغربية المتواجدون إلى مقر الرئاسة الفلسطينية في مدينة رام الله، حيث كان بانتظارهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس وقيادات الفصائل الوطنية وأعضاء اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والمركزية لحركة فتح ، وأوقدوا شعلة الحرية بالذكرى ال49 لانطلاقة الثورة الفلسطينية. فيما توجه أسرى القدس فجر أمس إلى المدينة المقدسة بشكل مباشر، حيث تنسم ستة أسرى الحرية مع ساعات الفجر الأولى من يوم أمس، وتوجه أسرى قطاع غزة الثلاثة إلى مدينة غزة. ووفقاً لمصادر الجزيرة وصل صباح أمس الثلاثاء الأسير الفلسطيني المريض المحرر «نعيم الشوامرة» على كرسي متحرّك إلى منزله بمسقط رأسه في مدينة الخليل بالضّفة الغربية، وسط احتفالات حاشدة، ويعاني الشوامرة من ضمور في العضلات بعد حقنه بإبرة مجهولة قبل شهور، وهو معتقل منذ العام 1995، بتهمة قتل خبير متفجّرات إسرائيلي.. وبدا الأسير الشوامرة في حالة صحّية صعبة جرّاء سياسة الإهمال الطبي التي يمارسها الاحتلال ضد الأسرى الفلسطينيين في سجونه. في غضون ذلك أوقد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس برفقة الأسرى المحررين ضمن الدفعة الثالثة، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، فجر أمس الثلاثاء، شعلة الحرية بالذكرى ال49 لانطلاقة الثورة الفلسطينية، وقال الرئيس عباس: إنه لن يكون هناك اتفاق نهائي مع إسرائيل قبل أن يطلق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين إلى بيوتهم، مؤكداً أن عملية الإفراج عن 26 أسيراً لن تكون المرة الأخيرة وسيتبعها دفعات أخرى في القريب العاجل. وقال الرئيس عباس: «كما وعدناكم، فإن ال104 أسرى الذين اتفقنا على إطلاق سراحهم سيخرجون جميعاً إلى بيوتهم وليس إلى أي مكان آخر، ونأمل من الله أن يعيننا على استكمال هذا المشوار».. وأشار الرئيس عباس إلى أن الدفعة الرابعة سيتبعها بعد ذلك الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين المرضى. وفي نبأ لاحق ، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» لوزير الخارجية الأمريكي «جون كيري» :: إن إسرائيل لن تُفرج عن أي من الفلسطينيين داخل إسرائيل «عرب 48» خلال الدفعة الرابعة والأخيرة من إفراجات المفاوضات. وذكرت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي بأن نتنياهو طلب من جهاز المخابرات الإسرائيلي «الشاباك» ومصلحة السجون إعداد قائمة بأسماء 26 معتقلاً للإفراج عنهم في الدفعة الرابعة والأخيرة المتوقعة بعد عدة أشهر دون أن تشمل أي من أسرى «عرب 48» .