فاصلة : ((إذا لم تستطع بناء مدينة فابن قلباً)) - حكمة عالمية - هو القلب لا شيء سواه يمكن أن يكون مؤشراً لحياتك، نحن نقرر بقلوبنا وليس بعقولنا، الأبحاث منذ القرن التاسع أثبتت ذلك، لكن ما زلنا نهمل دور القلب في أي عمليات عقلية، ونتجاهل صوته في اتخاذ قراراتنا. يعتقد البرفسور Gary Schwartz اختصاصي الطب النفسي في جامعة أريزونا، والدكتورة Linda Russek أنّ للقلب طاقة خاصة بواسطتها يتم تخزين المعلومات ومعالجتها أيضاً، وبالتالي فإنّ الذاكرة ليست فقط في الدماغ بل قد يكون القلب محركاً لها ومشرفاً عليها. وتقول الدكتورة ليندا: «من الحالات المثيرة أنه تم زرع قلب لفتاة كانت تعاني من اعتلال في عضلة القلب، ولكنها أصبحت كل يوم تحس وكأن شيئاً يصطدم بصدرها، فتشكو لطبيبها هذه الحالة فيقول لها هذا بسبب تأثير الأدوية، ولكن تبيّن فيما بعد أنّ صاحبة القلب الأصلي صدمتها سيارة في صدرها، وأنّ آخر كلمات نطقت بها أنها تحس بألم الصدمة في صدرها». قصة الفتاة تثبت أنّ القلب هو الذي يتحكّم في عمليات العقل، ولذلك حين انتقل القلب إلى الفتاة أثر في العقل بما فيه من ذاكرة. قبل كل هذه الاكتشافات كثير من الآيات تثبت أنّ القلب هو المعني بالإدراك، من بينها قول الله تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا ...}. ورغم أننا نردد قول الرسول لوابصة بن معبد حين سأله عن البر، فأجابه الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه: (استفت قلبك؛ البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس وتردّد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك). إلاّ أننا نجعل فتوى القلب في آخر المطاف، ولا نثق بذلك الصوت الخفي مع أنه الأساس، ولهذا قال تعالى: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} فكيف إذا أصاب القلب العمى ستكون الحياة؟ حافظوا على قلوبكم حيّة تنبض بالحياة .