عندما يوصي أحدهم غيره بخطبة ابنة فلان يقنعه بأنه يتقدم لناس لا تريد إلا الستر ! وعندما تدور الخاطبة للبحث عن زوجة مناسبة ستقول لمن كلفها : لا تهتم سأخطب لك من ناس لا تريد سوى الستر . وكل هذا يشير إلى أن التخفف من المهر هو من أجل الستر ! والتغاضي عن بعض المطلوبات في الزواج هو من أجل الستر ! فما هو الستر أهو الزواج بحد ذاته أم حماية الفتاة من نفسها وأهلها وممن حولها هو الستر ؟!! فهل وجود الفتاة في بيتها هو العار أم أن وجودها في الحياة عورة تستلزم الستر بالزواج !! ( ناس تبي الستر ) عبارة نقرأها ونسمعها كثيراً وأكثر ما تتردد في شئون المرأة وكأن الستر ضد العلاقات المحرمة فقط وليس الستر ضد الظلم واغتصاب حاجات الناس من كل اعتداء على حياة الآخرين ويقع فيه الذكور أكثر من النساء !! أو كأن من لم ترتبط بزوج هي قنبلة موقوتة قد تنفجر في أية لحظة وانفجارها مجلبة للعار لأن الستر مرتبط بالجنس !! وفي الوقت نفسه نردد جميعاً الدعاء المأثور . اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض . وما أكثر ما نردد من كلمات ودعوات وأذكار ولكن بعضنا يرددها لهجاً باللسان فقط ولا يقترب منها بعقله وقلبه فتكون بالتأكيد بعيدة تماماً قلبنا هو دليلنا ولكن القلوب تمرض لا بانسداد الشرايين وصعوبة تدفق الدماء فقط ولكن بانسداد الطريق إلى الحق وصعوبة العمل به على النفس قبل الآخرين ولهذا تتنامى الأمراض بعد ذلك جور وزور وبهتان وسلب للحقوق وظلم وتعد وهذا قد يقع عليك حتى من أقرب الناس إليك ومنك على أقربهم عليك ويترتب على هذا فساد عظيم عن أفعاله . ومثال ذلك الستر الذي في أذهان العامة بالفعل الذي يخزي صاحبه فيما بينه وبين المخلوقات ويكاد أكثرنا يصد تماماً عما يخزينا أمام الله في أداء أدوارنا في الحياة وتعاملاتنا مع الناس فما نقترفه في حق أنفسنا فهذا بيننا وبين الله أما ما نقترفه في حق الناس فيتطلب مسامحتهم لنا عليه فمن يلتفت لهذا من الظالمين الذين يبخسون حقوق الناس ويسيئون لهم بطرق شتى في الليل والنهار . والمؤسف ان الإرشاد الديني ارتبط كثيراً بالظاهر ولم يأخذ بيد الناس للباطن لم يتوقف المرشدون كثيراً عند أعمال القلوب التي إن هي صلحت صلح العمل كله ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ) وعمل الجسد كله هو الذي يعيننا على عبادة الله لا حركياً فقط وإنما عقلياً أيضاً فالعقل في أعمالنا خاضع للجسد ولهذا قال رسول الله لمن سأله عن البر والإثم ( استفت قلبك واستفت نفسك ثلاث مرات البر ما اطمأنت إليه النفس والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك . ) قلبنا هو دليلنا ولكن القلوب تمرض لا بانسداد الشرايين وصعوبة تدفق الدماء فقط ولكن بانسداد الطريق إلى الحق وصعوبة العمل به على النفس قبل الآخرين ولهذا تتنامى الأمراض بعد ذلك جور وزور وبهتان وسلب للحقوق وظلم وتعد وهذا قد يقع عليك حتى من أقرب الناس إليك ومنك على أقربهم عليك ويترتب على هذا فساد عظيم . فما بالنا إذن نهمل أعمال القلوب ذلك الإهمال الشديد الذي جعل حركة الإصبع تتفوق عليه وأعني بذلك حركة إصبعنا في التشهد أثناء الصلاة ستجدها في المحاضرات والتسجيلات التلفزيونية ووسائل العرض الورقية وستجد من يتحدث عنها بدقة وتفصيل وتصوير غريب وبثقة متناهية وكأنه هو من رأى محمدا بن عبدالله كيف يحرك إصبعه !!ولكن عندما يتعلق الأمر بالعدل مثلاً ستجد كلاماً عاماً وتشبيهات ساذجة ولن تجد عمقاً في الطرح ولا دقة في تأمل معاني الآيات الكريمة التي ورد فيها العدل لاستنباط أساليب التعامل العادلة ونشرها بين الناس . نحن اليوم في أمس الحاجة لكلمة الحق من الموجه الديني الحق الذي يتجاوز ما تراكم من مفاهيم دينية عززت الشكل والخارج وتناست الجوهر والباطن حتى نحاول ترميم النفوس واصلاح المجتمعات دون أهداف أخرى سلطوية اياً كان نوعها حتى نطلب الستر من الله يوم العرض ونحن نعي ما نقول ونعمل به .