مناسبتان اجتمعتا في فعالية تجلى فيها الوفاء مجسدا أروع المعاني وفاء للغتنا العربية ووفاء لرائد ممن أحبوا الوطن وأعطاه عمره ووقته، وجزء من عطائه، كان مرتبطا باللغة العربية وتفوقت وزارة الثقافة والإعلام ممثلة بقطاع الثقافة فيها في صنع الحدث بهاتين المناسبتين، فازدان مركز الملك فهد الثقافي مساء الأربعاء باحتفال بهيج في اليوم العالمي للغة العربية واختير الدكتور محمد بن أحمد الرشيد- رحمه الله- ليكرم في يوم الاحتفاء باللغة العربية. كان الحضور متميزا على غير العادة تميزكما وكيفا، فقد غصت القاعة بالحضور على غير العادة من الجنسين، وكان الحضور نوعية من كبار المثقفين سواء من محبي اللغة العربية والمهتمين بها أو من محبي الدكتور الرشيد تلامذة وزملاء وأصدقاء. بدأ الاحتفال كالعادة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم ثم ألقى معالي الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة كلمة رحب في مستهلها بالحضور، مشيرا إلى أننا نلتقي هذه الليلة في تكريم أخ عزيز على الجميع هو الدكتور محمد بن أحمد الرشيد تزامنا مع اليوم العالمي للغة العربية الذي يصادف يوم الثامن عشر من ديسمبر كل عام وهو اليوم الذي أقرت فيه منظمة اليونسكو الاعتراف باللغة العربية واعتبره وزراء الثقافة العرب كيوم للاحتفاء باللغة العربية أسوة ببقية اللغات التي لها ايام للاحتفاء بها. وقال الدكتور خوجه في كلمته لقد كان للدكتور محمد بن أحمد الرشيد اهتمام باللغة العربية وبقضاياها وهو اهتمام واحد من جملة اهتماماته العديدة سواء في مجال التربية والتعليم أو في مجال الإبداع والفكر الانساني وغيرها من المجالات التي خدم بها وطنه وأمته وأننا في هذه الليلة نتذكره ونتذكر الخصال الحميدة والسجايا الرفيعة التي كان يتسم بها ونتذكر الحكمة والبصيرة في تعامله مع قضايا وطنه وأمته واستشعاره المسئولية ونتذكر الدقة والإخلاص والتفاني في عمله والمنجزات العديدة التي قام بها، وتحدثنا سيرته العطرة عن نموذج فريد من أبناء هذا الوطن المبارك وعرج الدكتور على مسيرة الفقيد العلمية والعملية. ثم تطرق الدكتور خوجة إلى اللغة العربية مبينا أنها إحدى لغات العالم الخمس المعتمدة في الأممالمتحدة ومنظماته وهي اللغة الاولى لأكثر من مائتين وتسعين مليون عربي واللغة الرسمية لهم كما هي لغة أكثر من مائتي مليون مسلم الى جانب لغاتهم الاصلية وتشير الدلائل إلى ان هناك إقبالا كبيرا على تعلمها في العالم لأسباب تتعلق بالدين او التجارة والأعمال أو لأسباب ثقافية اخرى والعربية من اللغات السامية التي قدر لها ان تحافظ على كيانها وأصبحت عالمية، كما نزل القرآن بها وهي بليغة في إعجازها وقدرتها على التكيف مع المصطلحات الحديثة، كما استوعبت المنطق من اللغة اليونانية، ومن مميزاتها ان شباب اليوم يفهمون آثار الجاهلية بعد أكثر من ألف وخمسمائة سنة في أشعار الجاهليين كما في أشعار أبوتمام والمتنبي والبحتري مؤكدا ان وزارة الثقافة والاعلام وهي تحتفل مع مختلف المؤسسات الثقافية في الوطن بيوم اللغة العربية تبدي اعتزازها بجهود كل المبدعين السعوديين الذين اعطوا لهذه اللغة ابعادا جمالية وقربا من الناس. وشكر في ختام كلمته الحضور مترحما على الدكتور محمد الرشيد. ثم ألقى الشاعر الدكتور احمد التويجري قصيدة رثاء في الفقيد نالت استحسان الحضور واتسمت بصدق الغاطفة وقوة بيان الشاعرية. تلا ذلك عرض فلم وثائقي عن الفقيد الراحل ومحطات من حياته تحدث في الفلم عدد من زملائه ومجايليه بدأهم الدكتور عبد الرحمن الشبيلي واختتم الفلم اخوه الدكتور عبد الله الراشد ووثق جزءا من سيرة الفقيد من طفولته ومهد صباه في المجمعة حتى الدراسة في امريكا والوظائف التي تقلدها أكاديميا وإداريا كعميد لكلية التربية ومديرا لمكتب التربية العربي لدول الخليج ثم وزيرا للمعارف التي حول اسمها في عهد توليه لها إلى وزارة التربية والتعليم. بعدها أدار الأستاذ حمد القاضي ندوة عن الفقيد تحدث فيها كل من الدكتور محمد الرشيد والدكتورمحمد حسن الصائغ سلطا فيها الضوء على جوانب من حياة الفقيد الراحل على مدار عشرين دقيقة لتبدأ المداخلات والتعقيبات التي تحدثت عن الفقيد وجانب من معاناته في سبيل قناعاته ومواقفه التي انطلق فيها من مصلحة الوطن بشجاعة البت عليه الكثير واضطر مدير الندوة الى انهاء المداخلات لكثرة طالبي الحديث وضيق الوقت. انتهت الفعالية بتقديم الدكتور عبد العزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام درعا تكريميا للفقيد تسلمه نجله أحمد وسط تصفيقات الحاضرين ودعاؤهم للفقيد بالرحمة والمغفرة. ... وقد أقامت وكالة وزارة الثقافة للشئون الثقافية معرضا للخط العربي بصالة مركز الملك فهد الثقافي على هامش الاحتفاء بيوم اللغة العربية ضم عددا من اللوحات عكست جمالية الحرف العربي كجزء من جمالية اللغة. لقطات - انفردت الفعالية عن غيرها من المناسبات بوفرة الحضور وكان من الصعب تمييز الحاضرين حبا في اللغة العربية والحاضرين حبا في الرشيد. - وقوع بعض المتحدثين في أخطاء لغوية أثناء الحديث وهم دكاترة وأساتذة في اللغة العربية أثار استياء شديدا مما حدا بالدكتور محمد البقاعي في الإشارة أثناء مداخلته بالقول إن أكبر احتفاء باللغة العربية هو التحدث بها دون أخطاء أو خطل مما بعث الهدوء والسكينة في نفوس كثير من الحضور ومنهم زميلي المصور عبد المعين زهير احد الغيورين على اللغة العربية.