سعادة الأستاذ خالد بن حمد المالك سلمه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أتابع بعض ردود الجهات الحكومية من خلال صفحة «عزيزتي الجزيرة» وأقول: يغضب بعض المسؤولين في بعض الإدارات والأجهزة الحكومية عندما يتم توجيه (النقد) إلى الإدارة أو الجهة الحكومية التي ينتمي إليها بسبب التقصير أو التأخير في تنفيذ المشاريع الخدمية التي تهم المواطن بالدرجة الأولى وكأن النقد قد وُجه إليه شخصياً. وبحسب فهم بعض المسؤولين - الذين ربما تنقصهم الخبرة مع الطرح الإعلامي - يعتقد أن النقد هدفه التجريح والانتقاص.. وهذا ما يولد لديه الشعور بالغضب.. ومحاربة الإعلاميين.. وربما عاند وكابر في التجاوب مع ما يطرح في الصحافة! فبعض المسؤولين لدينا الذين يشهد لهم الكرسي (الدوّار) بالتقصير والإهمال نجده يحارب النقد ولو كان إيجابياً.. ويحارب كل من يكتب وينتقد إدارته، وكل من يحاول إظهار الحقيقة وكشف مواطن القصور والإهمال.. بل إنهم استغلوا إدارة العلاقات العامة لديهم بالدفاع عنهم.. وتلميع صورهم أمام الناس، والوقوف ببسالة أمام ما يطرح في وسائل الإعلام من انتقادات وتقارير صحفية والرد عليها بعبارة (الخبر عارٍ عن الصحة).. ويا كثر ما قرأنا هذه العبارة! ولأن هناك (مسؤول) يغضب من الأقلام التي تنتقد ولا تجامل.. نجد على النقيض (مسؤول) يملك قدراً عالياً من الشفافية والمسؤولية والأمانة.. ويضع المصلحة العامة فوق كل الاعتبارات الشخصية.. ويرحب دائماً بالنقد الهادف.. ويتفاعل مع كل ما يطرح في الصحافة سواءً الورقية أو الإلكترونية.. ويحاول إنهاء ومعالجة المشاكل والمعوقات التي تقف عثرة في وجه تنفيذ المشاريع في أسرع وقت.. وذلك لأنه يدرك تماماً أهمية دور (الصحفي) وأنه الناقل لهموم ومطالب المواطنين حتى تصل إلى المسؤولين في مكاتبهم! فالصحافة تعتبر المرآة الحقيقية للمجتمع.. وهي السلطة الرابعة في أي دولة.. و(الصحفي) يلعب دوراً هاماً في إيصال رسالة المجتمع إلى أصحاب القرار.. وهو العين الثالثة التي يرى فيها المسؤول عيوبه، وأخطائه، ومواطن القصور والإهمال في إدارته والفروع التابعة لها!! والصحفي يملك أمانة القلم وهذا أكبر شرف له.. ولذلك ينبغي عليه أن ينتقد بأمانة وأن يبتعد عن التجريح والإساءة والتلفيق ونشر الإشاعات.. كما ينبغي عليه الابتعاد عن التلميع على حساب المصلحة العامة وهي سياسة انتهجها البعض من أجل الترزز والشهرة وأمور أخرى! ومهم جداً أن يعي المسؤول أهمية ما يطرح من انتقادات في الصحافة.. وأن يدرك أن النقد موجه لإداراته وليس لشخصه.. فالبعض يتأثر بمن حوله من زملاء وأصدقاء حينما يوشون له بأن ما ينشر هو إساءة لهم شخصياً وهذا غير صحيح أبداً.. والأهم أن يرحّب بالنقد الهادف، وأن لا يجعل بينه وبين الإعلام فجوة!