بدايةً، سُعدت جداً بالكتابة عن الرحلة وتوثيقها، وراودني إحساس كُتّاب الرحلات، فقد قرأت مؤخّراً بعض كتب إصدارات دارة الملك عبدالعزيز للرّحالة الأجانب الذين زاروا تراث وآثار المملكة منذ عشرات السنين ووثّقوه، حيث أعجبتني طريقة السرد المقاربة لطريقة سرد القصص، ويجد فيها القارئ متعة، منها على سبيل المثال (كِتاب رحلة استكشافية أثرية إلى الجزيرة العربية، لأنطون انجوسن - رفائيل سافينياك)، و(كِتاب رحالة إسباني في الجزيرة العربية- رحلة دومنجو باديا إلى مكةالمكرمة)، و(كِتاب رحلة داخل الجزيرة العربية ل»يوليوس أويتنج»)، وغيرها من كتب الرحلات الحافلة بالكمّ الهائل من المعلومات الشيقة. برعاية إعلامية من جريدة الجزيرة، نُظِّمت رحلة إلى منطقة سدير، ضمّت 50 شخصاً من المهتمّين بالتراث والمصورين المحترفين من جمعية الثقافة والفنون، حيث انطلقنا من الرياض فجر السبت 4 صفر 1435ه، الموافق 7 ديسمبر 2013م، متجهين نحو محافظة المجمعة، وكان باستقبالنا المؤرخ الأستاذ حمود المزيني وعقيلته أمّ مازن، وقابلونا بالحفاوة والترحيب، أقيم حفل استقبال سريع، تبعه إفطار شعبي في مزرعته، المسوّرة بسور حجري ضخم استغرق بناؤه 10 سنوات. - ثم توجّهنا لقلعة (منيخ) التي يتربّع عليها (المرقب)، أبرز المعالم القديمة الشامخة بالمجمعة. - بعدها توجّهنا إلى القرية التراثية في المجمعة، حيث استقبلنا الأستاذ خالد المزيني، ليطلعنا على المتحف التراثي الشعبي، شارحاً لمحتوياته. - بعدها انتقلنا إلى محافظة جلاجل (المدينة الصحية)، حيث استقبلنا مجموعة من أعيانها عند مدخل المدينة ورافقونا إلى مقرّ الاحتفالات؛ لإقامة حفل استقبال ألقيت فيه كلمة لرئيس مركز جلاجل أ.عبدالله السويد، وكلمة لرئيس بلديتها المهندس عبدالمحسن الحمادي، وأُلقيت قصيدة ترحيبية. - ثمّ انتقلنا لزيارة بعض المعالم الأثرية، كالمرقب، وبيت الشيخ العلامة ابن بشر، وسور جلاجل، وبئر (الدلو) التي تشتهر بمائها العذب الذي كان ولا يزال يمدّ القرية بالمياه العذبة حتى الآن، بشهادة أحد أفراد هذه القرية، كما شاهدنا مسجد عيسى الذي بُنِيَ عام 1150ه، بصحبة الشيخ عبدالله المزروع، شرحاً وإرشاداً. - ثمّ توجّهنا إلى بلدة (الداخلة)، حيث استقبلنا مجموعة من أطفال الكشافة بنشيد ترحيبي، ثم صحبنا الشيخ محمّد العتيق، لمسجد الداخلة، شارحاً عن تاريخ المسجد، والساعة الشمسية و(المدي)، المكان المعدّ للشرب والسقيا والاغتسال. - بعد بلدة (الداخلة)، توجّهنا إلى استراحة الأستاذ إبراهيم الفارس في روضة سدير، حيث أقيم حفل خطابي أدبي، صاحبه معرض مجاني للكتاب، برعاية معالي الشيخ عبدالرحمن أبوحيمد، وكيل الحرس الوطني سابقاً، ورجل الأعمال المعروف، وفي الحفل وُزِّعت جوائز وهدايا، وتعرّف الحضور إلى بعضهم بعضاً، إضافة إلى حديث مع معالي الشيخ. - بعد ذلك توجّهنا إلى القرية التراثية في (عودة سدير) التي لاحظنا فيها اهتمام أهاليها بتراثها وحرصهم على إعادة تأهليها لتكون مزاراً لمن يفد إليها، حيث استقبلنا الشيخ أبوحميد في ديوانيته بكلمة ترحيبية وتعريفية بالبلد وتراثه. ثمّ تجوّلنا في أماكن عدّة داخل القرية، كمعرض الصور الفنية التراثية، ومتحف التراث الشعبي، وبرج المراقبة، وعدد من البيوت القديمة المؤهّلة تراثياً، وبعضها في طور التأهيل مثل (بيت المزيعل) وغيره، وقد رافقنا الأستاذ سعود التمامي، للتعريف وللشرح.