لم يكن ما حصل في ملعب الأمير فيصل بن فهد بالرياض قبل مباراة النصر والتعاون مؤخرا بالمستغرب أو بالحادثة الجديدة من حلقات مسلسل حوادث الملاعب التي من الممكن أن يتعرض لها أو يواجهها الجمهور أثناء حضوره لمشاهدة المباراة وفي جميع الملاعب بلا استثناء،! فما قام به عدد كبير من الجماهير من تدافع عبر بوابات الملعب لم يكن الا ردة فعل نتيجة الى سوء التنظيم الدخول وعدم اتباع أبسط أبجديات الإدارة الرياضية فيما يخص تنظيم الدخول للملاعب، وبالرغم من تأكيد رابطة دوري المحترفين السعودي لكرة القدم عدة مرات عن البوابات الالكترونية وبيع التذاكر عن طريق الانترنت وما الى ذلك من وعود الا أنها لم تطبق بشكل كامل بل يبدو أنها فشلت نتيجة لأسباب لا يمكن معرفتها،،!! فما حدث من توزيع التذاكر على الجمهور في الممرات وبالهواء الطلق نتيجة للعشوائية في التنظيم والمتابعة والإشراف اختلط فيها الحابل بالنابل وكانت النتيجة سرقة وضياع عددكبير من التذاكر، هذا بالإضافة الى بقاء العديد من الجماهير خارج الملعب الى أن بدأت المباراة مما أدى بهم الى اقتحام بوابات الملعب ضاربة بالتنظيم والإجراءات عرض الحائط كنتيجة حتمية لعدم الاهتمام والقدرة على التنظيم!! ويحق لنا أن نتساءل و بكل بساطة لماذا يحدث ذلك للمشجع الذي كل همه هو الحصول على تذكرة بطريقة لائقة مع وجود آلية دخول منظمة وانسيابية أسوة بما هو معمول به بجميع أنحاء العالم، خصوصا إذا ما تتبعنا طوال السنتين الماضيتين ما تم من تصريحات رنانة ودعاية إعلامية للعديد من المشاريع التي ستتم وستقام داخل الملاعب من قبل الرابطة ولكن لا شيء ملموسا سوى اليسير منها بل واليسير جدا الذي لا يكاد يذكر. ويمكننا القول: إن هناك العديد من الاحتمالات التي من الممكن أن تحدث وستؤثر على كثافة الحضور الجماهيري لمباريات دوري عبداللطيف جميل هذا الموسم إذا ما استمرت مثل هذه الأخطاء، هذا بالإضافة الى ما قد يترتب على ذلك من نواح أمنية و مخاطرة كبيرة قد تحدث للجماهير والادلة والشواهد التاريخية على ذلك كثيرة جدا فأمن الملاعب والجماهير من أهم مسؤوليات اتحاد كرة القدم حسب ما نص عليه البند 17 من قانون الامن والسلامة للملاعب الرياضية في نظام الفيفا، وتقع المسؤولية المشتركة كذلك على كل من إدارة الملعب وشركة الأمن والشرطة والجهات الحكومية الأخرى التابعة لها كالدفاع المدني ونحوه، نظرا لما يمثله ذلك الامر من أهمية كبيرة جدا لارتباطه الوثيق بحياة الجماهير واللاعبين بحد سواء، فأمن الجمهور وحياته من أهم الاشياء التي لابد التركيز عليها والاهتمام بها، إذ لا يمكن أبدا إغفال ذلك الجانب فأمن الجماهير مقدم على جميع المسائل الأخرى، هذا بالاضافة الى الخسارة الكبيرة التي منيت بها شركة صلة نتيجة لسرقة عدد كبير من أبواك التذاكر أو فقدانها خلال تلك الفوضى، وبالتالي عدم قدرة الشركة من ناحية أخرى الاعلان عن عدد الحضور الجماهيري الذي قدر فيما بعد بخمسة عشر ألفا، بل قد يزيد على ذلك ولكن لاتوجد إحصائية دقيقة لذلك، لذا يتوجب علينا جميعا إعادة النظر في أهمية مثل هذه الأمور التي تعتبر بسيطة جدا وما سبب تأخر تنفيذ وتطبيق تلك المشاريع التي أعلن عنها مسبقا بالإضافة الى ضرورة العمل من جميع الجهات القائمة بالإشراف على كرة القدم كاتحاد كرة القدم ورابطة دوري المحترفين لتحسين بيئة الملاعب اليوم قبل الغد، خصوصا في ظل وجود رغبة قوية لدى العديد من الشركات الدخول في مجال الاستثمار الرياضي عبر استثمار البوابات والتذاكر كشركة صلة أو عبر رغبة الشركات الأخرى عمل مشاريع داخل الملعب مثل شركات المطاعم العالمية والأكشاك وما إلى ذلك.