تحرك عملي وخطوة متقدمة، تلك التي قامت بها إدارة نادي الاتحاد التي تكتمل في دبي اليوم بلقائها بعدد من الشركات العالميَّة الكبيرة العاملة في المنطقة، لتعرض عليها الفرص الاستثمارية ومساحات ومجالات الإعلان والدعاية المتاحة في النادي؛ من فرق وألعاب ومنشآت، ومجالات مختلفة تحقق كثيرًا من أهداف الدعاية والإعلان التي تبحث عنها الشركات الكبيرة، سواء كانت اقتصاديَّة أو تجاريَّة أو شركات الخدمات، أو حتى الشركات غير الربحية التي تبحث عن التعريف بمجهوداتها ودورها وعن الوصول إلى المجتمع لكسب ثقته وتمويله حتَّى تتمكن من أداء رسالتها. والذهاب إلى دبي ودعوة حتَّى بعض الشركات التي لا تعمل في المملكة والسوق السعوديَّة (500 شركة) لها أهمية كبيرة يدركها المُتخصِّصون في مجال الدعاية والإعلان وبعض المشتغلين في مجال الإعلام؛ وهو أن ذلك قد يختصر للشركات الراغبة أو التي في مخططها دخول السوق السعوديَّة قريبًا أو مستقبلاً؛ فرصة تقديم نفسها والتعريف العميق بمنتجها وتوضيح كيفية الاستفادة منها، وذلك يهيئ لها مجال الدخول ويفتح أمامها مساحة القبول في التوقيت الذي تختاره للدخول، وخصوصًا أن العديد من الشركات تحسب حسابات كبيرة ودقيقة وتبذل جهودًا حثيثةً لتمهيد دخولها السوق الجديدة، وقد يستهدف الشراكة مع النادي شركة قائمة لها منتج موجود في السوق بهدف تنشيطه أو تعزيز صورته في أذهان المجتمع وزيادة مبيعات الشركة، تمامًا كما فعلت الشركة الراعية السابقة التي رعت أربعة أندية دفعة واحدة نجحت خلالها من تحقيق أهم أهدافها وهو (نشر وتعزيز) صورتها في المجتمع وأصبح مختصر اسمها منتشرًا لدى الجميع وهو ما لم يكن قائمًا من قبل، إضافة إلى الزيادة الكبيرة التي حققتها في المبيعات، ولو لم تلجأ الشركة إلى الأندية لتنتشر بالرياضة في أعماق الشباب وتغوص في الشريحة الأكبر المستهدفة من المواطنين لاحتاجت إلى أن تصرف أضعاف ما قدمته رعايتها للأندية وسنوات أطول وربما لا يتحقق خلالها الهدف المنشود. أعود إلى خطوة إدارة نادي الاتحاد التي وجد العرض الذي قدمته بشأنها قبولاً لدى خبراء ومتخصصين في مجال الشركات والدعاية والإعلان وموافقة المسؤولين الرسميين مما يعني وجاهتها وأهميتها ليس على صعيد النادي وإنما يتجاوز ذلك، ولا شكَّ في أن الخطوة موضع مراقبة ومتابعة من قبل الأندية الأخرى وأجهزة الرياضة فنجاحها ومردودها سينعكسان على النادي وسيفتحان آفاقًا جديدة للأندية الأخرى وللرياضة ككل ولذلك فهي خطوة محسوبة لإدارة النادي شاء من شاء وأبى من أبى. كلام مشفر - لا تخلو بعض أعمال وقرارات الإدارة الاتحادية الحالية من أخطاء وسقطات وسلبيات وقعت فيها وفي نفس الوقت لها خطوات شجاعة وعملية وقرارات جريئة اتخذتها لمصلحة النادي والرياضة تحسب لها ولا شكَّ والتاريخ هو المنصف. - خطوة مشروع دبي هو مشروع كبير للحاضر والمستقبل إِذْ إن ما سينتج عنها إن سارت الأمور إيجابيَّة سيكون مردوده وقتيًّا وعلى المدى البعيد ولسنوات قادمة تتجاوز وقت وجود الإدارة سواء رحلت اليوم أو غدًا، أكملت مدتها أو لم تكملها. - وتلك خطوة ريادية أخرى للنادي الكبير، ولعل كثيرين لا يعرفون أن الاتحاد كان هو (الهدف الأول) عند دخول شركات الاتِّصالات للرعاية، وكان على وشك أن يوقع (العقد الأول) مع شركة رعت ناديًا آخر، ولم يكتمل الاتفاق بسبب رفضها الشروط (الإضافية) التي وضعتها الإدارة ذلك الوقت وقبل بها الراعي الآخر. - ذلك الراعي الذي غادر لاحقًا مجال الإعلان في الرياضة بعد نجاحه على مدى خمس سنوات في الوصول إلى مراده وهو سبب خروجه، وهو خروج لن يطول حسب رؤيتي ومن خلال ما يقوله علم الدعاية والإعلان. - غيابها لن يطول؛ ستعود إلى الرياضة وإلى الأندية ورعايتها، وسيكون هدفها مختلفًا مثل الحفاظ على مكانة منتجها وتعزيز صورتها في أذهان المجتمع وعدم ترك عملائها وإنما العمل على الحفاظ عليهم مع كسب عملاء آخرين. - انتهى الدور الأول من دوري جميل لكرة القدم بنجاح وإثارة كبيرة ورترقب واسع واستحق النصر لقب (بطولة الشِّتاء) بعد أن تربع على كرسي الصدارة وحيدًا وبجدارة، وإن كان المستوى العام للدور الأول أقل مما منتظر وبكثير. - غير أننا نستقبل الدور الثاني باهتمام وترقب كبيرين، خاصة وأنه يتزامن مع بدء فترة التسجيل الثانية أو الشتوية، التي تتيح لكل الأندية (الراغبة) فرصة تعديل أوضاعها وتحسين فرصها وتقوية خطوطها ودعم صفوفها بلاعبين محترفين محليين وغير سعوديين، خاصة أندية المقدمة التي تتنافس على المقاعد الأولى. - وتبقى النقطة السلبية التي يَتَّفق ويجمع عليها الكل هو ضعف التحكيم المحلي وانخفاض مردود الحكام ومستوياتهم وتراجع أداء الكثيرين منهم والعودة إلى نقطة الصفر في ثقة الجماهير والأندية بهم وهوما يعني ضرورة العودة إلى الأخذ بخطوات عملية أخرى لإنقاذ المباريات واللعبة والحكام أنفسهم.