أنا قلق جداً من رمي بقايا الطعام الكثيف في القمامة، وبي حزن ووجل، وآمل بل أحرص أن لا يكون. كل ما علينا فعله هو التقليل قدر الإمكان من شراء الطعام، فإذا اشتريناه وجلبناه إلى البيت فلنشتريه بقدر الحاجة والمناسبة والجوع ولنأكله، وذلك يمثل واحداً من أسهل الطرق لعدم رمي بقايا الطعام في القمامة. إن نسبة كبيرة من الطعام المشترى يرمى ولا يُستهلك، إذ نضيع كل يوم ما يكفي من الطعام لملء ملعب بحجم كبير، والأدهى أن وتيرة عادتنا لهدر الطعام آخذة في الارتفاع، إذ بتنا نهدر من الطعام أكثر بكثير مقارنة مع الماضي، ثم إن تبذير كل هذا القدر من الطعام الذي نشتريه لا يهدر الطعام فحسب، بل يهدر أيضاً الوقود الأحفوري الذي استعمل في عملية زراعته ومعالجته ونقله وتبريده، إن هذا الهدر للطعام يستمر حتى بعد أن نطرح الطعام في القمامة، فأولاً، هناك الطاقة التي يتطلبها نقل الطعام الذي تم طرحه إلى حفر طمر القمامة، وعندما يصل إلى هناك، يتحلل الطعام ويُكون الميثان، وهو من الغازات المسببة للاحتباس الحراري، غاز أكثر قوة وقدرة على حبس الحرارة ب23 مرة أكثر مقارنة مع ثاني أكسيد الكربون، ولذلك، فإن مكبات القمامة تعد ثاني أكبر مصدر بشري لانبعاثات الميثان، حيث يتسبب فساد الطعام وتعفنه في معظم الميثان هناك، وبالتالي، فالأمر يتعلق بتغير مناخي قادم مباشرة من مطابخنا. والواقع أن التقليل من هدر الطعام لن يساعد الكوكب فحسب، وإنما سيجعلنا أيضاً أشخاصاً ذوي أخلاق عالية وصفات حميدة لا نكف عن الحمد والشكر للعلي القدير الذي أنعم علينا وزاد. إن عدد الأشخاص الجوعى في العالم، يزداد باضطراد، وهو في ارتفاع مخيف، وفي غضون ذلك نقوم نحن بالتخلص من ملايين الأرطال من بقايا الطعام كل يوم، ونرميها في مكبات النفايات دون وعي أو حساب، نفعل ذلك في الأسواق والمطاعم والمنازل، إن علينا النظر بقوة لإيقاف هذا الهدر الحرام، ثم إن تجنب هذا الهدر سيوفر المال أيضاً، والحال أن من شأن خفض شراء كمية الطعام الزائد، ومنح المال للفقراء والمساكين والمحتاجين والأسر المتعففة، سيوفر الكثير من الطعام وسيجلب الأجر والمثوبة، وإذا كان البعض يشعرون بأنهم غير قادرين على التبرع بمبالغ مالية، فإنهم يستطيعون بالمقابل الحفاظ على مخازن وأرفف الجمعيات الخيرية ملأى بالمواد الغذائية عبر إنقاص كمية الطعام في مطابخهم. إن هدر الطعام ممارسة خاطئة، كما أنها مشكلة، لكننا فيلوقت نفسه نستطيع تغيير هذا الخطأ وهذه المشكلة، ولحسن الحظ، فإن ذلك التغيير يبدأ بتصرفات وخطوات سهلة وبسيطة: - الشراء على نحو ذكي. - وضع خطة لشراء الأطعمة بعيداً عن الفوضوية. - وضع قائمة مفصلة للتسوق. - التقيد بالقائمة وعدم شراء طعام أكثر مما تستطيع أن تأكله لكي لا يتلف أو يفسد. - قبل الشراء تذكر قدرتك وواقعك وتعاليم دينك. - أعد التفكير في مسألة حجم الشراء لدينا فكرة خاطئة عن ماهية كمية الطعام المعقولة للأكل. - لا تشتري أكثر مما تحتاج. - لا تندفع إلى الإفراط في الأكل أو طرح الطعام الذي لا تأكله في القمامة. - حاول الاحتفاظ بما تبقى من الطعام لكي تستعمله لاحقاً. - تذكر أن حفظ الطعام فقط من أجل رميه في القمامة بعد أيام لا يحقق الهدف المنشود ولا يرضي الرب. - البعد في الشراء عن الإسراف والتبذير والبذخ. وأخيراً أن كل ما هو مطلوب منا القيام به هو بعض التغيرات الإستراتيجية السهلة في شرائنا للأطعمة، لكي نحدث تأثيراً فعلياً في عالمنا، وحتى لا نضطر لرمي طعامنا في القمامة.