لم يعد المثقفون والمهتمون بالكتاب من أهالي المنطقة بحاجة إلى الترحال بحثاً عن معارض الكتاب السنوية في مناطق المملكة أو في دول أخرى، فهاهي الجامعة تحضر لهم المعرض إلى منطقتهم وتغنيهم عن الترحال والمشقة حباً في الكتاب والبحث عنه. إنها تظاهرة علمية ثقافية رائعة تتلاقح فيها عقول أهالي المنطقة من خلال جلسات الندوة العلمية، وبين أركان معرض الكتاب الذي يحتضن عشرات دور النشر في المدينة الجامعية بالمنطقة. اليوم تعيش الجامعة عهداً جديداً من النشاط المجتمعي المدروس، تتلمس احتياجات الجوف وتلبيها وتوفرها بأفضل ما يمكن، لتقول لأهاليها إنها تعي وتدرك تماماً ما الذي يريده المجتمع، لكنها تسير في خطوات مدروسة لا عشوائية، تعرف أهدافها من كل خطوة قبل أن تخطوها، تحلل الواقع جيداً، وتعرف خصائص المرحلة، وتسعى بكل إمكاناتها لإفادة المجتمع والارتقاء به، وجعله مجتمعاً معرفياً ناضجاً، مدركاً لكل ما يدور من حوله، محللاً ومقيّماً للأحداث ونتائجها. هكذا ستكون الجامعة والمجتمع، حالة من الاتفاق والانسجام والتفاعل والتكامل الفاعل المؤثر، وحالة من الثقة الكبيرة من جانب المجتمع بجامعته التي لن تقدم إلا ما يرتقي لمستوى تطلعاته.