كشف الدكتور حسين الشمراني، استشاري النمو والسلوك بمستشفى الملك فيصل التخصصي، عن ارتفاع ملحوظ في نسبة الأطفال المصابين بمرض فرط الحركة وتشتت الانتباه، مشيراً إلى أن نسبة الإصابة كانت بين 3% إلى 7% سابقاً، فيما أشارت الدراسات الحديثة إلى أن النسبة تصل إلى 9.5% بين الأطفال في المرحلة العمرية من 4-17 سنة. وأشار الشمراني خلال حديثة ل«الجزيرة» إلى أن الذكور أكثر عرضة من الإناث بمعدل 2.5% إلى 1%، حيث بلغت نسبة الأطفال المراجعين بالعيادة النفسية بمستشفى الملك خالد الجامعي بالرياض 12.6% من المراجعين، فيما بلغت عينة الدراسة التي أجرتها كلية الطب بالدمام على 1287 طالباً وأوضحت أن نسبة انتشار الاضطراب المركب 16.7%، نقص الانتباه منفرداً 16.5%، فرط الحركة والاندفاعية 12.6%. وأكد الشمراني أن العلاج الناجح للمصابين هو العلاج الشمولي المتعدد الجوانب، ويشمل: العلاج الطبي، والسلوكي، والتربوي، كما أن هناك أنواع عديدة من الأدوية. وعن مخاطر ترك الطفل من دون علاج قال: إن كثيراً من الأطفال ذوي فرط الحركة وتشتت الانتباه يعانون من صعوبات كثيرة تبدأ من الصغر، فيواجه التأنيب والعقاب المتكرر على سلوكياته وحركته الكثيرة؛ كذلك هو معرض أكثر من غيره للإصابات والحوادث المختلفة، وقد تتكون عنه صورة الطفل الشقي المشاغب الذي لا يرغب أحد بوجوده، مما قد يؤثر سلباً على نفسيته ويشعره بالدونية والنقص، وعند دخوله إلى المدرسة تبدأ المعاناة مع الدراسة والتحصيل الأكاديمي، فيواجه مشكلة عدم القدرة على التركيز لفترة كافية مع فرط في الحركة يمنعه من الجلوس في الصف كالباقين بالإضافة إلى أن بعضهم يعانون من صعوبات تعلم، مما يؤدي إلى تدني تحصيله الأكاديمي وقد يواجه الرسوب، وعندما يصل إلى مرحلة المراهقة، تكبر مشاكله السلوكية والدراسية، وقد يواجه مشاكل في اتباع الأنظمة، مما يعرضه للمسائلة القانونية، كذلك يكون أكثر عرضة للحوادث المرورية، وعند البالغين تمتد المشاكل لتشمل الحياة العملية والزوجية، كما أنه يعاني من نتائج عدم الحصول على تعليم مناسب، فيفتقد للشهادات العلمية التي تؤهله للحصول على عمل مناسب.