لقد اهتمت الدولة بالإنسان السعودي منذ ولادته حتى مماته في جميع جوانب الحياة الاجتماعية والتعليمية والثقافية والصحية فالطفل العادي يعيش بين أحضان أسرته ويكبر حتى سن الطفولة والشباب والكهولة والشيخوخة وهكذا أما الطفل من ذوي الظروف الخاصة فالدولة ترعاه في دور مخصصة له هي دور الحضانة فدور التربية للأيتام عندما يكبر فتستمر هذه الرعاية المعيشية والتعليمية والصحية إلى أن يكبر ويشق طريقه في الحياة وإذا وصل إلى سن الشيخوخة ولم يجد من يرعاه هناك دور الرعاية للمسنين تقوم برعايته إلى أن يتوفاه الله وهذه الرعاية كما أشرنا تشمل الذكور والإناث في جميع المراحل من العمر ولكن هناك من المسنين أعمارهم فوق السبعين سنة يعيشون في مجمعات يطلق عليها سكان الأربطة وهذه الأربطة قام بعض المحسنين بوقفها لرعاية هؤلاء المسنين وهذه الأربطة موجودة في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورةوجدة. وقد نشرت جريدة الشرق في عددها بتاريخ 2 محرم 1434ه أن وزارة الصحة قامت بجولات صحية على 62 رابطاً في جدة يحتوي على 1057 شقة وهي الأربطة التي يوقفها بعض المحسنين وتصبح ملكيتها تلقائياً لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد حيث تشرف على تنظيم عملية السكن بها وأيضاً صيانتها. وهذه الأربطة تتواجد في العديد من مدن المملكة كما أشرنا ويسكن بها سعوديون وقد يكون هناك غير سعوديين من كبار السن ولكن الرعاية الصحية والإعاشة تبقى مبهمة ولا يتحمل مسئوليتها أحد وليس لديهم شيء إلا ما يقدمه أهل الخير لهم. فلماذا لا ينظر بضم هذه الأربطة لوزارة الشؤون الاجتماعية لتشرف على المقيمين بتلك الأربطة ليعيشوا حياة إنسانية ويحسون بقيمتهم كآدميين (وكرمنا بني آدم) وترعاهم صحياً واجتماعياً وأيضاً تقدم لهم الوجبات، حيث إن معظمهم تعدى السبعين الرجال والنساء ويحتاجون إلى وجبات صحية منظمة، حيث قد يكون أغلبهم يعاني من مرض الشيخوخة من ضغط وسكر. ويمكن هدم تلك الأربطة إذا كانت متعددة الطوابق وبناء مبنى من دور واحد أو دورين لكي يستطيع المسن أو المسنة المعيشة به وتصبح دارا تابعة لوزرة الشؤون الاجتماعية من جميع النواحي الصحية والاجتماعية والمعيشية. ويعيش المسنون الآن في تلك الدور كل ثلاثة أو أربعة في غرفة قد تكون في الدور الثالث أو الرابع ولا يوجد لديهم تنظيم أو إشراف أو تمريض ويعيشون على الإحسان وترعاهم وزارة الصحة في حملات للاطمئنان صحياً في الوقت الحاضر. بينما ترعى وزارة الشؤون الاجتماعية المسنين والمسنات المقيمين في دور المسنين من جميع النواحي النفسية والصحية والاجتماعية في الدور التابعة لها. ولا بد أن في المدينةالمنورةومكةالمكرمة عدداً من الأربطة يسكن بها المئات من المسنين العاجزين عن إعالة أنفسهم وليس لديهم مكان يذهبوا إليه وقد يكون وضعهم أقاربهم ونسوهم ولم يعودوا يسألون عنهم أو قد يكونون مقطوعي شجرة من الأقارب. ولا شك أن البعض من هؤلاء المسنين من غير السعوديين ولكنهم قاب قوسين أو أدنى من لقاء ربهم فلماذا لا يتم التجاوز عن مطالبتهم بالوثائق الثبوتية طالما أنهم يعيشون في المملكة وعمرهم فوق السبعين وليس لهم عائل أو لا يعرفون أسرهم التي هجرتهم خوفاً من رعايتهم. إن التعاون بين وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ووزارة الشؤون الاجتماعية في هذا الأمر من الأمور الضرورية والحتمية وأن كانت الأمور قد سارت حتى الآن على هذا المنوال فيجب تصحيح الوضع لأن المعني برعاية هؤلاء هي وزارة الشؤون الاجتماعية والمكلفة برعاية المسنين لإمكانياتها المادية من مباني وبشرية من أخصائيين اجتماعيين ونفسيين وممرضيين وأطباء ومعيشية من مأكل وملبس فهي المعنية بذلك أما وزارة الشؤون الإسلامية فليست من مهامها رعاية المسن والإشراف عليه إنما دورها في هذه الأربطة الإشراف على هذا الوقف في أعمال البر والخير وتوجيهه الوجهة الصحيحة لذا فإنني أهيب بأمير منطقة مكةالمكرمة وأمير منطقة المدينةالمنورة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز للنظر في ضم هذه الأربطة تحت إشراف ورعاية وزارة الشؤون الاجتماعية. وإذا كان هناك من يريد أن يوقف مبناً أو دارا أو يؤدي زكاة لهؤلاء تكون هناك لجنة مكونة من وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ووزارة الشؤون الاجتماعية لكي تتصرف في تلك الأوقاف وتلك المبالغ بالصورة المناسبة التي تمكن هؤلاء النزلاء والنزيلات من الاستفادة منها. أما تركهم بهذه الطريقة عرضة للجوع والمرض وليس لهم إلا مجرد المأوى الذي ينامون فيه فهو من قبيل عمل البر غير المكتمل وأن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه. والله من وراء القصد.