حين رنّ جرس الهاتف.. سارع بالإجابة.. جاءه صوتها حالماً.. فأعاد إليه كل ذكريات أيامٍ سعيدة عاشاها سوياً استغرقته نبرات الصوت الحاني.. فأسلم لها مسامعه.. دعته للقاء قريب.. رقص قلبه طرباً وهو يجيبها ملبياً دعوتها.. وأوشك أن يحلّق في الفضاء وهى تودعه راجية ألاّ يتأخر عن اللقاء. وفى الموعد المضروب كان هناك.. بكلِّ البهاء والإشراق أقبلت عليه.. لم تكن بمفردها.. كانت تصحب أربعة من الرجال الأشدّاء.. وقبل أن يلقي إليها بالتحية.. أشارت بيدها.. فاندفع الرجال يوسعونه ركلاً وضرباً...لم يستطع حتى أن يرفع يديه ليحمي نفسه.. شلّت المفاجأة قواه فاستسلم لقبضات الرجال.. اندفع الدم من كلِّ أجزاء الجسد المتهالك.. ومن بين أجفان مثقلة رآها وهى تشير لهم بالانسحاب.. حاول أن يقول شيئاً.. ولكنه غاب عن الوعي... حين أفاق.. كان في فراشه.. والألم المبرح يسكن كلّ خلايا الجسد المنهك.. لم يكن ذلك حالماً بالقطع.. فآثار ما حدث باقية تشهد بما حدث...انتبه على صوت الهاتف يرن مرة أخرى... بذراع مهيضة.. التقط الهاتف.. جاءه صوتها حالماً... ساحراً.. غاب في نشوة سحرها المنساب.. طلبت منه أن يلتقيا في موعد قريب.. بصوت واهن أجابها موافقاً وهو يحلم بما سيلاقيه من سعادة عندما يحين الموعد المأمول.